12 أكتوبر 2025

تسجيل

من لا يرى أن السياسة تهيئ بيئة التنمية ؟

08 سبتمبر 2019

قطر استطاعت إدارة الدفة بعيداً عن الأزمات والهدر في أحاديثنا عن التغيرات الأساسية في عقلية الإنسان العربي وتغير الصورة الذهنية لديه، ممثله في المؤشرات من الخروج في الشارع الى المطالبات بالحرية و دولة القانون و دولة المؤسسات الى الثورات الى الربيع العربي الاول و الربيع العربي الثاني و مما لا شك فيه الربيع العربي الثالث و الاهم المسار الزمني والتيارات التحتية ستستمر حتى تكتمل غايات الانسان العربي في بحثه عن حياة الكرامة والرفاهية بعيداً عن الفساد والمفسدين ، وتمكين الاقتصاد من الازدهار في بلدان تستنزف قدراتها وامكانياتها لتهدر في الحروب و البذخ و دعم التسلط ، بدل الاستثمار في الاوطان و الانسان وفي التعليم و الصحة و محاربة التلوث و لخلق مجتمعات العلم والمعرفة تمهيداً لتحويل الاقتصادات العربية من اقتصادات تقليدية لاقتصادات تقوم على المعرفة، و تداعيات تلك التغيرات على الانسان العربي و بيئة التنميه والاقتصاد و النمو الاقتصادي و كفاءة عمل الاقتصاد و حسن إدارته و محاربة الفساد و المحسوبيه و الاتكاليه ، اليوم هناك جيل جديد قادر على خلق خيارات خارج الصندوق خارج الاطار الذهني التقليدي ، و الخروج من دائرة المألوف للمبادرة و الابداع و رسم مستقبل يقوم على الواقع و يستمد عناصره من التطورات و التحولات في العالم و في التكنولوجيا خاصة التكنولوجيا القادمة والتي ستنشئ عالما جديدا ستجعل من كل معارفنا امراً تاريخيا، نحتاج للشباب ان يستلم الصدارة و يقود الامة و يضع تصوراته للمستقبل ، بعيداً عن التقليد والمألوف و المجرب بعيدا عن إعادة انتاج الماضي بل و بكل جرأة يقدم على التغيير و يكون التغيير عربته لصياغة رؤيته للمستقبل ، صناعة المستقبل اصبحت ضرورة بالنسبة للامة وإن اجتهدت الامة في الماضي و بذلت الغالي والنفيس في محاولات لتجاوز التغيير والتعامل مع الواقع إما بالثورات أو الايديولوجيا او التمسك بالماضي في محالات يائسة من اجل تحاشي الدخول في التغيير و متطلبات التغيير من جهد ووعي و تعليم و متابعة و اطلاع و قراءة كل ما لم يعتده الفرد العربي و حتى مفهوم الفردية و استقلالية الفرد الذي عاش بيئته في مجتمعات متشابكة مترابطة ، كيف سيعيش في مجتمعات تتطلب الفردية في الجهد والعمل و العطاء و التضحيات ، هناك مخاض عسير للفرد العربي ، وهناك أمة ولدت من رحم الاحداث و لن يوقف تلك الولادة شيء مهما بذلت قوى الرجعية العربية من مال و جهد ، لذلك لا بد من الاعداد للحظات التاريخية القادمة على الامة ، من يتابع يعلم انها الامة الوحيدة الآن التي تملك الحراك و تملك إرادة التغيير وهي من يملك المستقبل ، كيفية وشكل و عناصر هذا المستقبل ، يمكن لقطر ان ترعاه من خلال الاستمرار في تشذيب و صقل رؤاها من رؤية ٢٠٣٠ الى عمليات التحديث و تعميق الرؤية من خلال المؤسسات المختصة و المسؤولة عن تحقيق تلك الرؤية على ارض الواقع ، سيكون ذلك بمثابة منارة للشعوب العربية و صناع القرار فيه ولضخ شحنة من الثقة والطاقة في مجاميع الشباب العربي ، و من ثم دعمه و التحالف و بناء الشركات معه ، و قد حققنا الكثير في هذا المسعى فقد بنينا صورة ذهنية لدى الاجيال العربية ان قطر بلد الحريات و بلد الانسانية و بلد المبادئ و الثوابت ، و البلد العربي الذي استطاع إدارة دفة الدولة والمجتمع بعيداً عن الازمات و الهدر وحقق من الانجازات و المكتسبات ما لم يحققه بلد آخر في فترة زمنية قياسية ، إذاً قطر قادرة على ان تصبح منارة لما بعد التغيير و تكون شريكة في مشاريع التنمية ، و قد انشئت الجسور و اقيمت الحاضنات و أتت الساعة لمرحلة البناء ، يظل العامل الزمني صعب التحديد ولكن مجرد وقت لنرى المنطقة مصدر النمو الاقتصادي . [email protected]