26 أكتوبر 2025
تسجيلنفذت سلطات بنجلاديش السبت الماضي 3 / 9 حكم الإعدام شنقا في القيادي البارز في حزب الجماعة الإسلامية "مير قاسم علي" بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الانفصال عن باكستان عام 1971 من القرن الماضي. وكانت المحكمة العليا هناك قد أيدت في مارس الماضي عقوبة الإعدام بحق مير قاسم علي في التهم ذاتها فيما تقول جماعات حقوق الإنسان إن إجراءات المحكمة تفتقر للمعايير الدولية. هذا الإعدام وما سبقه من أحكام مماثلة تم تنفيذها بحق مجموعة من قيادات الجماعة الإسلامية تأتي في سياق حرب معلنة تشنها حكومة اليسار العلماني الموالية للغرب والمدعومة بسكوته وتأييده ضد الإسلام وبالتعاون مع الهند وأمريكا ومخططات مذهبية وطائفية عالمية وإقليمية. سياق الحرب على الإسلام الذي يأتي فيه هذا الإعدام هو الحرب الكونية الشاملة التي تدور رحاها اليوم على الإسلام (كمفاهيم ودعوة ودعاة وحركات ورموز ووجاهة) كما تأتي مترافقة مع مساعٍ حكومية لإعادة فتح ملفات وتصفية حسابات قديمة ضد الإسلام مثل قضية إلغاء الدين الإسلامي كديانة رسمية للبلاد التي تقدّم بها قبل 28 سنة أحد المواطنين، وتأتي مترافقة مع مساعي حكومة "شيخة حسينة" اليسارية العلمانية لإلغاء المواد الدستورية المعبرة عن إسلامية البلاد، وعن ارتباطها بالدول الإسلامية، وإلى إلغاء التعديلات الدستورية التي كانت أدخلت على دستور البلاد بعد الانقلاب العسكري عام 1975. إعدام "مير قاسم علي" السبت الماضي وما سبقه من إعدامات لأبرز زعماء وقادة الحركة الإسلامية حتى الآن (مطيع الرحمن نظامي، وموتيور رحمن نظامي، وعلي إحسان محمد مجاهد، وصلاح الدين قادر تشودري، وعبدالقادر ملّا، ومد قمر الزمان" كلها إعدامات لا يسندها قانون ولا منطق ولا حيثيات حتى بمنطق اللفلفة والتزييف. ولنأخذ على ذلك قضية الشيخ "علي أحسن مجاهد" أمام "قضاء بنجلاديش الشامخ!"، "للتعرف على كيفية إجراء المحاكمات ضد الإسلاميين الأحكام فقد اعترف الضابط الذي أجرى التحقيق في قضية هذا الشيخ"، أمام المحكمة وبلغة صريحة أنه (لم يحصل على أي معلومات تفيد بتوجيه تهمة واحدة للشيخ، وأنه لم يتم تحرير أيّ محضر كتابي أو نيابي في ذلك، وأنه لم يحصل على أي معلومات تفيد بانتمائه إلى أيّ من العصابات أو الميليشيات المسلحة التي كانت موجودة آنذاك "كعصابات البدر والرازاكار" أو غيرها، ورغم كل ذلك فقد رفضت المحكمة العليا الطعن المقدم منه وبدلا من ذلك فقد اتهمته بالضلوع في مقتل عدد من المفكرين والمثقفين آنذاك، وقامت بتأليف لائحة اتهام له لم تذكر فيها ولو لمرة واحدة كيف ومتى وأين فعل ذلك ولا أسماء الذين اتهم بقتلهم كما لم تستدع أحدا من الشهود على ذلك. الحقيقة أنها حرب شاملة وأن رحاها تدور على الإسلام وعلى الأمة واستقلالها وثوارها وهويتها؛ هذه الحرب يعتبرها البعض "الجيل الرابع" والأخطر من الحروب بعد حرب السلاح الأبيض، والسلاح الناري، والحرب النووية، وهي تقوم على ضرب الأمة ببعضها وإكساب النظم شرعية استثنائية بجعل الفوضى والدموية البديل عنها في البلاد التي يخشون من ثورات شعوبها عليها، كما تقوم على استهدف الإسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني وطلب الدعم الخارجي ضد الشعوب عند التأزم واللزوم. آخر القول: ما يقوم بها نظام حسينة اليساري العلماني في بنجلاديش هو صورة مكملة لما يقوم به في بلادنا نظام السيسي وبشار وحفتر والحوثي وداعموهم وأضرابهم من الطارئين على تاريخ الأمة وقرارها، وهي حرب تجتمع فيها معسكراتهم الأربعة (!) واليقين أنهم لن ينجحوا فيما فشلوا فيه دائما، والله تعالى يقول (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).