17 سبتمبر 2025

تسجيل

القطريون يدعمون تمور الأحساء

08 سبتمبر 2013

عندما أطلق مهرجان النخيل والتمور بالأحساء السعودية شعاره في النسخة الأولى العام الماضي " للتمور وطن " فتلك رسالة لا تحتاج إلى نبش التاريخ ؛ فالشواهد كثيرة على هذه الصدارة ؛ فالعلاقة الحميمية للمنطقة مع النخلة واسعة وتاريخية تمتد لألوف السنين ؛ فقد كانت المنطقة بتمورها و خراجها الضخم هي الممول الأكبر للدول والممالك التي قامت في الجزيرة العربية عبر كل حقب التاريخ ؛ وهي سلة الغذاء الأشهر بين كل الأمصار لاسيما في الدولة الإسلامية حين وفد بنو عبد قيس إلى رسول الأمة عليه الصلاة والسلام في المدينة فتناول من تميراتهم ودعا لهم بالبركة , ولتلك القصة دلالتها على الحضور التاريخي للمنطقة في مجال إنتاج التمور وجودتها , فالأحساء بنخيلها وعيون الماء فيها تشكل أكبر واحة ممتدة في العالم إذ تحتضن قرابة الثلاثة ملايين نخلة وتختزن ثقافة السكان هنا مفاصل وفنون التعامل مع أشجار نخيل التمر فيعرفون حجم التوازن في زراعة الأصناف وفقاً لمواقيت ومواسم أكلها وكذلك حجم ما يزرع كأعلاف ويعرفون أماكن ومواقيت الزراعة الأفضل وأصناف التمور كما يعرفون بخصوصية ومهارة بالغتين طرق التعامل مع النخلة , لذلك عمدت الدولة السعودية على تتويج هذا الواقع بسلسلة مشاريع حيوية تحافظ على هذا الموروث وتحقق الاستدامة الزراعية في المنطقة وفقاً لمعايير التنمية الشاملة بما فيها الجانب البشري إذ تعد الزراعة رافداً مهماً للتنمية وإسعاد المجتمعات التي تعتمد عليها كموارد اقتصادية , فقد نفذ في الأحساء في بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد دراسات عالمية مستفيضة مشروع الري والصرف الذي اعتمد على تدفق المياه من العيون الطبيعية كالخدود وأم سبعة والحقل والجوهرية وغيرها والتي  يمثل جريان المياه منها انهاراً متشعبة في وسط الواحة التي تقدر مساحتها بحوالي 16 ألف هكتار ؛ ومثلما تصدى المشروع الذي حول تلك الأنهر إلى قنوات خراسانية بطول 1500 كيلو متر حفاظاً على نوعية المياه واختلاطها بالتربة فقد عمدت الدولة الآن على تطوير بنية المشروع بتحويل القنوات إلى أنابيب ومعالجة نقص المياه بتوفير مصادر غير تقليدية تعتمد على المياه المعالجة ثلاثيا واستخدام أحدث تقنيات الري بجملة مشاريع تصل قيمتها إلى 1.6 مليار ريال سعودي , عموماً مزارعو الأحساء وهم يرفعون شعار مهرجانهم " للتمور وطن " بين كافة المهرجانات المنافسة في المملكة والخليج فهم على ثقة بمصداقية وضمان جودة تمورهم التي تبلغ 120 ألف طن من إجمالي إنتاج السعودية البالغ مليون طن من أشهر الأصناف المعروفة مثل " الخلاص , والشيشي , والرزيز " , أيضاً أسس في الأحساء مصنع لتعبئة التمور التي تشتريها الدولة من المزارعين كأحد أنواع الدعم لتوزع لاحقاً على المحتاجين داخل وخارج المملكة وضمن برنامج الغذاء العالمي ,  ويعول الأحسائيون على مهرجانهم الذي أنطلق الأسبوع الماضي برعاية من سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز كما يعولون على حجم الدعم والرعاية من الدولة وعلى تاريخ تمورهم  ؛ وكذلك على حضور أبناء الخليج وتحديدا أشقائهم من دولة قطر فهم القوة الخليجية الشرائية الأبرز في سوق تمور الأحساء في كل موسم , بل في موقع مدينة الملك عبد الله للتمور KACD ومكوناتها الضخمة التي تجاري بورصات السلع العالمية والجاري العمل على تنفيذها بالقرب من الطريق الدولي المؤدي إلى دولة قطر وتشمل أكبر خيمة للعرض في العالم ومختبرات جودة وصالات عرض دولية للتمور وبنك أصول وراثية للنخيل إضافة إلى مقر أكاديمية مستقبلية تعنى بالنخيل والتمور , فدلالة الموقع تؤكد خصوصية الاهتمام بالحضور القطري وحجم إنفاقه على التمور , فجملة هذه المكونات والجهود الرامية إلى توسيع السوق تحقق مفهوم الشعار الاحسائي " للتمور وطن " .