14 سبتمبر 2025
تسجيلقدمت السفارة القطرية في السودان خدمات إنسانية جليلة سوف تبقى في ذاكرة المواطن والوطن خلال فترة الإجلاء لآلاف من المدنيين والمقيمين والاجانب من الباحثين عن الاجلاء من السودان بسبب الحرب. لم تكن مدينة بورتسودان مهيأة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من الفارين بمواردها ومرافقها المحدودة، وبأجوائها الصيفية الساخنة ورطوبتها العالية، ما ضاعف من معاناة الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. ولابد من ذكر همة السودانيين والمعسكرات التي قام بخدمتها أبناء بورتسودان ومنظماتهم الطوعية المحلية وتجمعاتهم كذلك بالدوحة، ولك أن تتصور أن عدد المقيمين المسافرين إلى قطر فقط بلغ (2257 مسافراً). كان معالي السفير يقدم الخدمات حاضراً بنفسه في التعامل مع الجمهور، فوجدت نفسي دون تردد انخرط في التطوع مع ثلاثة شباب كان أحدهم قدم من أم درمان واثنان آخران من سكان بورتسودان وأخ آخر من موظفي منظمة قطر الخيرية، قمنا بتكوين فريق مصغر متطوعاً في تنظيم إجراءات الإجلاء تحت إشراف معالي السفير وتوجيهاته. بدأت عمليات الإجلاء عموماً للأجانب والمقيمين في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج وكانت في بداية الأمر بصورة عاجلة، وللحقيقة فقد كانت عمليات الإجلاء والمعالجات لبضعة أيام قليلة تم فيها إجلاء بعض المقيمين بالمملكة العربية السعودية والأمريكان، والألمان، وبعض البريطانيين والأوروبيين الآخرين، بينما كانت عمليات الإجلاء في الأسابيع القليلة التي تلت ذلك العمل بطيئة جدا أو متوقفة، وقد اجتهدت المملكة العربية السعودية ممثلة فى سفيرها في معظم عمليات الإجلاء لكل الدول وبعدها توقفت الإجراءات. في زخم هذه التفاصيل وجدت نفسي قد تناسيت السفر وتناسيت كذلك أهوال أخبار رحيل بعض أفراد الأسرة والأصدقاء المحزنة إلى الدار الآخرة، فأصبحت مشغولاً بمتابعة الحالات وتنظيم الرحلات وتسجيل المسافرين. لقد شعرنا جميعاً بالرضا عن دورنا في المساعدة في عمليات إجلاء واسعة لعدد كبير جداً للمقيمين السودانيين في قطر وأسرهم إلى الدوحة وبرحلات جوية بلغت (11) طائرة عسكرية قطرية، وكان أربعتنا (عثمان محمد محمود (كولا)، مصطفى مدثر، محمود طاهر، وشخصي) بمثابة فريق إجلاء ومركز اتصال، وكنا نقوم بتقديم الدعم والمساندة الإرشادات والإجابة على الاستفسارات بشأن السفر بما في ذلك التنسيق الشخصي لإشكالات السكن والمستشفيات وتمديد الجوازات وما إلى ذلك، كما شمل عملنا إطلاق النداء للرعايا وحث جميع المقيمين المتواجدين في إجازاتهم بالسودان على الحضور لبورتسودان بالإسراع بالتسجيل لدى مقرنا المؤقت بفندق السواحلي بمدينة بورتسودان حتى يلحقوا بعمليات الإجلاء. كانت الاستجابة لهذا النداءات تنهال علينا بعدد من الاتصالات من المقيمين في جميع أنحاء السودان للاستفسارات عن شروط السفر ومواعيد الرحلات فأنشأنا مجموعات عبر وسائل التواصل لإبقائهم على اطلاع دائم على المستجدات. ولم تكن الخدمات التي قدمتها دولة قطر قاصرة على رعاياها والمقيمين من السودانيين وإنما شملت حملة الجوازات الأجنبية والأريترية من الأصول السودانية، وكان ذلك بموجب توجيه بفتح فرص مؤقتة لحملة الجوازات الأجنبية من الأصول السودانية وعددهم قد تجاوز (53) فرداً وأسرة للسفر عبر الطائرة العسكرية القطرية أو الأردنية أو العمانية بعد تلقي خطابات من وزارات خارجيتهم وما إلى ذلك، وبعدها يتم إجراء ترانزيت في الدوحة، أو مسقط أو عمان، وشمل ذلك إجلاء رعايا دولة قطر من السودان وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للمتضررين من جراء حرب الخرطوم.