20 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر قبيلة واحدة في السرّاء والضرّاء

08 يوليو 2018

الجهات التعليمية والتربوية تتحمل العبء الأكبر في مواجهة أي ظاهرة دخيلة وسائل الإعلام مطالبة بنشر الوعي مع توجيه حملات إعلامية منظمة ومدروسة تناولت في مقالات سابقة موضوع " الفتن والنعرات القبلية " التي بدأت تنتشر في مجتمعنا بصورة تتطلب التحذير منها وعدم افساح المجال لها لتتمكن من ابنائنا وبخاصة من قبل طلاب المدارس او بين القبائل نفسها.. حيث تتحمل مؤسساتنا التربوية الجزء الاكبر في توجيه المجتمع لتلافي مثل هذه الاخطاء الفادحة مستقبلا لاعداد جيل من الابناء ليتمكنوا من مواجهة مثل هذه التحديات النتنة التي لا تقوم إلا على العنصرية المنبوذة. ولعل وزارة التعليم والتعليم العالي تلعب دورها الريادي نحو منع احياء هذه النعرات والميل الى مواجهة تحدياتها ومنعها من قبل فلذات اكبادنا في المدارس بالرعم من انها تعدتها الى الجامعات والمجالس الخاصة مع غياب توعية وسائل الاعلام المحلية باخطارها. ولهذا نجد ان هذه المؤسسات التعليمية والتربوية يقع عليها الدور الاكبر في حفظ ابنائنا من الانزلاق نحو هذا التطرف العنصري الذي لسنا بحاجة إليه خاصة في مثل هذا التوقيت، فالمدارس لم توضع لاحياء نعرات الجاهلية ولم تؤسس لنشر الفتن واثارة البلبلة والافكار الطائشة، ولذلك فالمؤسسات مسؤولة مسؤولية كاملة عما يحدث من اذكاء لروح القبلية من جديد وبلا مبرر. ومن واجب مدارسنا أيضا ان تكون مبادرة دائما الى خلق بعض الوعي لمواجهة مثل هذا الجهل من خلال تعامل بعض الطلاب مع زملائهم في نفس المدرسة بروح تحريضية لا تخدم القيم ولا الاعراف التي يتمتع بها مجتمعنا الاصيل منذ قرون وما زال محافظا عليها. الإعلام مطالب بنشر الوعي حيث إن لوسائل الاعلام بانواعها المختلفة الدور الريادي في التوجيه، سواء المرئية — المسموعة — المطبوعة — الإلكترونية... وهذا بالطبع يتطلب استحداث بعض الحملات الاعلامية والاعلانية لتوعية ابناء المجتمع لمعرفة مخاطر القبلية ونبذ افكارها المسمومة التي لا تفيدنا ابدا بل تزيد من جعلهم يتناحرون وينجرون الى الهلاك والانحدار الاجتماعي بسرعة، خاصة اذا وصلت المسألة الى الاعتداء والقتل او التراشق عبر شبكات التواصل الاجتماعي كما هو الحال في هذا الوقت الحساس. نعم لنشر المحبة ولا للقبلية ولذلك فإن الدور الكبير الذي يقع على الدولة في مثل هذه الظروف يستوجب عدم الغفلة عن هذه القضية المهمة، ولابد من توجيه الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة نحو نشر الوعي وعدم السكوت على مثل هذه الاشياء التي اخترقت بيوتنا ومدارسنا ووسائل اعلامنا دون استئذان من احد.. فتعدت كل الخصوصيات وبطريقة هستيرية مذمومة الشكل والمضمون... فنحن بحاجة الى نشر المحبة والوئام بيننا، ودور المجتمع يأتي دائما في المقدمة لنبذ مثل هذه الظواهر الغريبة على بيئتنا القطرية، ولعل اعداد بعض الورش والندوات والحملات المجتمعية لها دورها المؤثر في التخلص منها.. لانها دخيلة على عاداتنا وقيمنا العربية الاصيلة. كلمة أخيرة نتمنى ألا يستهان بمثل هذه المهازل التي اجتاحت مجتمعنا اليوم ونحن نعيش في الألفية الثالثة.. فالزمن يتطور.. والوقت يسرقنا اذا لم نتعامل مع هذه الظواهر الضارة بشيء من الحكمة والدراسة حتى يصبح أبناؤنا ينعمون بالاستقرار الذي يبحث عنه الجميع بعيدا عن الاثارة وممارسة اية ظاهرة غريبة ليست من طباع أهل قطر ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة.