14 أكتوبر 2025
تسجيللأن كل عظم مفصول عن الآخر بمفاصل ، ومفاصل الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً كما ثبت في الحديث الصحيح والطب يوافق هذا ، يقول رسول الله ( إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل ، فمن كبّر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ) وقال عليه الصلاة والسلام ( يصبح على كل سلامى أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى يركعهما ) والسلامى في الحديث هي المفاصل ، وهي عظام الكف والأصابع والأرجل والمراد في هذا الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان ومفاصله .لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه المفاصل والعظام عليها صدقات يتصدق بها المسلم شكراً لله تعالى فعليه في كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة ، وصلاة الضحى تجزئ أو تغطي هذه الصدقات المطلوبة استحباباً كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى يركعهما ).العافية في المفاصلأن تتصدق عنها كما أرشدك رسول الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون وأن تعمل على إدامة العافية فيها بهذه الصدقة. العافية في المفاصلأن تتفكر في نعمة المنعم سبحانه وتعالى عليك بهذه المفاصل السليمة الصحيحة وذلك بالنظر بما أودع الله فيها من جمال وكمال وقدرة على العمل بها وإنجاز المشاريع وما أعانك الله عليه بها فتزداد شكراً له تعالى وتسخرها في طاعته ومحبته ، وتطالع من ابتلاهم الله تعالى في هذه المفاصل والعظام فلا يدٌ تتحرك ولا أصابعٌ تتفرق وتجتمع كلما أراد صاحبهما ولا استطاعة للعمل بهما ، وقد لازمهم العسر والمشقة ، ولو شاء الله بقدرته لجعل مفاصلك صلبة مجتمعة أو مقطعة أو مستوية كخف البعير أو حافر الحمار والفرس ، يقول تعالى ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) والبنان: أصابع اليدين والرجلين أو أطراف تلك الأصابع ، ومعنى الآية : نحن قادرون على أن نجمع هذه البنان والأطراف فنجعلها متساوية ملتحمة كخف البعير ، فلا يستطيع أن يتناول بها شيئاً ولا يحسن بها عملاً ، وقد توعد الله تعالى في هذه الآية الإنسان الذي قال الله عنه ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه) العافية في المفاصل :أن يستخدمها في الطاعة ويحذر من توجيهها في الحرام ، فإن سر قوتها ودوامها وبقائها يكون في استخدامها في الطاعة ، ورد أن الإمام الطبري قفز من سفينة إلى الشاطئ وكانت مرتفعة وهو رجل كبير ، فأنكر عليه رفاقه وزملاؤه فقال : هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر. وأما استخدامها إذا استعملها في الحرام فإنه يورثها الوهن والضعف والتوقف والشلل في الدنيا والعذاب في الأخرة ، يقول ابن عباس ( وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ).إن سلامة الأعضاء والحواس والعظام والمفاصل نعمة كبيرة تستحق شكر المنعم جل وعلا الذي تفضل بها ، قال تعالى ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) قال ابن عباس : النعين صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، سيسأل الله العباد ، فيم استخدموها وهو أعلم بهم ، وقال ابن مسعود : الأمن والصحة في الحديث ( إن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة : ألم يصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد )