12 سبتمبر 2025
تسجيلتعلُّم القرآن نعمة من أعظم النعم :إن تعلم القرآن الكريم نعمة من أجل وأعظم النعم ، فمن أراد مؤنساً فالله يكفيه ، ومن أراد حجة فالقرآن يكفيه ، ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه ، ومن أراد واعظاً فالموت يكفيه ، ومن لم يكفه شيئ من هذا فإن النار تكفيه . وجاءت أحاديث عن النبي أن خير الناس من تعلم القرآن وعلمه ، فعن عثمان عن النبي قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . قال وأقرىء أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج قال : وذاك أقعدني مقعدي هذا ) . عن عقبة بن عامر قال : خرج رسول الله ونحن في الصُّفَّةِ . فقال : ( أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى الْعَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطع رحم ؟ ) فقلنا : يارسول الله نحب ذلك . قال : ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَمَ أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين . وثلاث خير له من ثلاث . وأربع خير له من أربع . ومن أعدادهن من الإبل ) . وقال كعب : عليكم بالقرآن ، فإنه فهم العقل ، ونور الحكمة ، وينابيع العلم ، وأحدث الكتب عهداً ، وقال : في التوارة : ( يامحمد إني مُنَزِّلٌ عليك توراة حديثة تفتح فيها أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً وقلوباً غُلْفاً .) قال الله تعالى مبيناً فضل القرآن : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله ) معلقاً على هذه الآية : يعني يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع والأهواء المردية ، ويعرفون به الحقائق ويهتدون به إلى الصراط المستقيم . الماهر بالقرآن مع السفرة الكرم البررة :وضح النبي منزلة قارئ القرآن وخاصة الماهر به ، وبين أن منزلته عظيمة عند الله تعالى فقال : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) . وقال رسول الله : ( اقرؤوا القرآن ، فإذا قرأتموه فلا تستكبروا به ، ولا تغلوا فيه ، ولا تجفوا عنه ، ولا تأكلوا به ) . القرآن شفاء :-عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده رجاء بركتها ) . وعن ابن مسعود عن النبي قال : ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع عِصْمَةٌ لمن تمسك به ، ونجاةٌ لمن اتبعه ، لا يزيغ فَيُسْتَعْتَبُ ، ولا يُعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يُخْلُقُ من كثرة الرَّدِّ ، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) . إن في القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .في القرآن شفاء ، وفي القرآن رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان فأشرقت وتفتحت لتلقى ما في القرآن من روح وطمأنينة وأمان .وفي القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن ويرضى .وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان وهي من آفات القلب تصيبه بالمرض والضعف .وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير ، فهو يعصم العقل من الشطط ، ويطلق له الحرية في مجالاته المثمرة بمنهج سليم مضبوط ، ويعصمه من الشطط والزلل . وقال الحسن البصري ( رحمه الله ) : أيها الناس إن هذا القرآن شفاء للمؤمنين ، وإمام للمتقين ، فمن اهتدى به هُدي ، ومن صُرِفَ عنه شقي وابتلي .