17 سبتمبر 2025

تسجيل

الكونفيدرالية الخليجية أصبحت مطلباً لشعوب دول التعاون

08 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لاتوجد مصلحة للدول العظمى في أن يتحقق الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي لانه بهذا الاتحاد ستصبح الدول الخليجية ذات قوة ومكانة لايستهان بهما على الساحة الدولية ، لقد فشلت بعض من تجارب الوحدة العربية بين عدد من دولها بفعل التدخلات الخارجية من دول لاتقبل الفكرة أصلا وتسعى جاهدة نحو عرقلة اتمام أي اتحاد أو دمج لاي من الدول العربية بما فيها دول الخليج العربي.إن عالم اليوم يعتمد على الدول القوية التي تملك قرارها وتلبي متطلباتها دون الاعتماد والرضوخ لغيرها ، ولامكان ولا تأثير للدول الصغيرة الضعيفة في أروقة اتخاذ القرارات الدولية لذا ينبغي على الدول الخليجية إعادة شحذ الهمم وترتيب الأولويات وأن تدرك أن توحدها في كيان واحد سيجعل لها مكانة ويجعل لها دورا رئيسيا ومحوريا ويحسب لها ألف حساب في المنطقة والعالم أجمع ، وتتمتع الدول الخليجية بعدد من العوامل الاساسية التي قلما نجدها في أي اتحاد بين عدد من الدول مثل الدين واللغة والروابط الاسرية والموقع الجغرافي، فجميع هذه المقومات تصب في صالح هذا الاتحاد ، كما ان دول مجلس التعاون تعتبر قوة اقتصادية ضاربة تتحكم في 40 بالمائة من صادرات النفط والغاز العالمي وموقعها استراتيجي بالنسبة للعالم كله. اتسمت مسيرة منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انشائه في 25 مايو عام 1981 وحتى الآن ، بنوع من الثبات في ظل المتغيرات والتهديدات التي توجه دوله بين الحين والآخر ، لم تكن النتائج وفقا للمأمول أو طموح أبناء الخليج العربي إلا أن استمرارية المجلس وبقاءه خلال كل هذه الفترة هو افضل انجاز ويحسب له ، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت المجلس وكادت أن تعصف بوحدته وتهدد أحلام شعوبه ، إلا انه تمكن من تجاوز تلك الظروف بحكمة القيادة القطرية وقوة الروابط بين شعوب الخليج حيث آثرت قطر الخير بعد الجفوة العابرة بسحب السفراء على الاتزان العقلاني وعلى عدم الرد بالمثل وعدم التصعيد وفتحت قلبها لاخوتها الخليجيين حتى عبرت تلك الظروف وعادة دول التعاون اكثر قوة وتماسكاً.وقد أثبتت الايام صحة الموقف القطري وشفافيته والذي ظل يعول دائما على ان مايجمع بين دول التعاون الخليجي اكثر واقوى من مايفرقها، والان اصبحت الحاجة كبيرة لانشاء اتحاد كونفيدرالي خليجي لمواجهة المخاطر التي تحدق بالمنطقة من عدة جوانب ولسنا بصدد ذكرها حيث إننا اذ ننادى كمواطنين خليجيين بهذا الاتحاد والذي ينبع من مسؤولية أبنائه بأهمية استمرار مجلس التعاون الخليجي بطريقة تنشد الافضل وتحاكي المستقبل لابناء الخليج ، وان الكونفيدرالية تمثل اتحادا بالاتفاقيات دون المساس بالسيادة لكل دولة وتختص هذه الاتفاقيات بتوحيد الامور الدفاعية والعلاقات الخارجية والاقتصادية وغيرها وخير دليل على نجاح ذلك الاتحاد مانشهده في القارة الاوروبية من اتحاد قوي بين دولها مع العلم ان الاوروبيين لايتميزون بالروابط التي تتمتع بها الدول الخليجية حيث ان الدول الاوروبية تختلف لغاتها واعراقها ومصالحها وغير ذلك الا انها اتحدت في كونفيدرالية واضحة المعالم واصبحت قوة بالعالم يسمع لها وتتخذ القرارات الدولية المصيرية.وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد طرحت فكرة التحول لاتحاد كونفيدرالي خليجي في العام 2011 تكفل توحيد السياسات الدفاعية والخارجية والامنية مع احتفاظ كل دولة منها باستقلالها وسيادتها في مواجهة مايوصف بالتهديدات ، وقد رحب عدد من دول الخليج بالفكرة وفي مقدمتها قطر الا ان الفكرة بقت كذلك ولم تطبق على ارض الواقع ، حيث ان مايسمى بالربيع العربي الذي بدأ بتونس في أواخر العام 2010 وماتلاها في مصر ومن ثم ليبيا وسوريا واليمن دفع الدول الخليجية الى النظر في امكانية الاتحاد للتعامل مع هذه الثورات بالاضافة الى مايعتري المنطقة من قلق عن بعض تصرفات الجيران.إننا في الخليج في أمس الحاجة لهذا الاتحاد الكونفيدرالي وفي هذا الوقت العصيب بالذات حيث إن المنطقة مستهدفة ومن عدة أماكن محيطة بها مثل التجاوزات الايرانية ومايرتبط بمفاعلها النووي الذي سيخلق نوعا من التهديدات المستقبلية، بالاضافة الى مايسمى بالدولة الاسلامية وتفجيراتها الارهابية المتتالية في بعض دول منطقة الخليج ، كما ان الوضع اليمني وسعي الحوثيين للسيطرة عليه يشكل صداعا في المنطقة، وبجانب التحديات السياسية التي تحيط بالمنطقة كلها وبعضها يمتد ليشكل ملفات عالمية شديدة التعقيد كل ذلك يضع دول المجلس أمام مسؤوليات تاريخية واستحقاقات يجب التصدي لها في الوقت المناسب قبل أن تستفحل وتصبح أزمات حقيقية تؤثر على تطور المنطقة وتعوق طموحاتها الكبيرة في النمو والتطور. فضلا عن كل ذلك فان التعاون الخليجي له مزايا اخرى بجانب العمل السياسي خاصة في القطاعات الاقتصادية والتعاون التجاري والصناعي والاستثمارات المشتركة وجميع هذه الموارد تمثل طاقات كبرى سيفجرها الاتحاد الكونفيدرالي لتصبح دول التعاون كتلة اقتصادية وسياسية قوية الجذور وصاحبة نفوذ سياسي على الصعيد الدولي.