30 أكتوبر 2025

تسجيل

من أجل عيون اليهود الصهاينة !

08 يوليو 2014

لعل هذا السعار الإعلامي والسياسي الذي حشد له الكثير في الآونة الأخيرة - ولا يزال ينتشر في صحف العالم وقنواته - حول التهويل من شأن الجهاديين غير السوريين عموما والأوروبيين منهم خصوصا وما يمثلون كما ينسب إليهم من إشاعة ظاهرة الإرهاب في سورية نفسها وفي البلاد التي يعودون إليها خشية تشكيل خلايا إرهابية مستقبلا تخشى مغبة خطرها الإسلامي كما حدث سابقا في أفغانستان والبوسنة والعراق مثلا. لعل تلك النظرة المدروسة من دوائر القرار وتنزيلها على هؤلاء وتسليط الضوء الإعلامي الكثيف عليها دون أن يحدث أي حشد ودفع في هذا الاتجاه ضد مليشيات ما يسمى حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس العراقي ومن معه وقوات الحرس الثوري الإيراني على مختلف المستويات إضافة إلى بعض المجاميع من روسيا وبعض المجاهيل من كوريا الشمالية وسواها. لدينا دلالة قاطعة أن الجواب إنما يكمن في المنظومة الصهيونية العالمية المنطلقة من تل أبيب والتي يعمل القرار الأمريكي والروسي بالتنسيق معها متخذين المنظومة الخمينية أداة تنفيذ لتلك الأجندة للحفاظ على اللانظام السوري الذي أكدت مصادر إعلامية منذ كانت الثورة السورية في مرحلتها السلمية أن إسرائيل تقف معه ضدها فقد كانت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية نشرت بتاريخ 28/7/2011 أن دولا عديدة لم تعد قادرة على التمسك بالأسد بعد ما كان منه من مذابح للشعب السوري إلا أنها أكدت أن إسرائيل – وهي أخطبوط العالم اليوم -طلبت رسميا من حلفائه إيقاف الحملة ضد سورية. حتى ذهبت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن الأسد ملك إسرائيل كأبيه محبوب محافظ على حدودها منذ عام 1973 رغم الشعارات العدائية ظاهريا ضدها. ولكنه بعد دخول الثورة مرحلتها المسلحة مضطرة - لتفاقم المجازر وانتهاكات الأعراض – كانت الأخبار تنقل عن إسرائيل أنها تحذر النظام السوري من أي محاولة لتصدير أزمته إلى الخارج وإلا فإنها ستسقطه. وإن الأسد فهم الرسالة. كنا نستنبط – كما هي عادة الصهاينة – أن الاتفاق جار بينهما سرا كالسابق حيث لا يمكن لإسرائيل أن تسمح ببقاء المنطقة حولها مستقرة - ومن أجل أن تتفرغ لقتل الفلسطينيين كما يحدث هذه الأيام في رام الله وقصف غزة - وأنه لابد للأسد أن يكون أداتها في المؤامرة. فانتقلت الأزمة إلى لبنان ثم إلى العراق حاليا. وكان الأسد – رغم العروض المغرية له بالتنحي عن السلطة – يصر أنه لا سبيل إلى التنحي بحجة الصمود مع أن الحقيقة الجوهرية تؤكد أنه يعمل لأجندة من نصبوه في الحكم سابقا وهم القادرون على إنتاجه من جديد رغم ضخامة ضحايا القتل والسجن والتعذيب والتشريد. فهذا كما أنه لا يهم سيده فكيف سيهم عبده. حيث إن السيد يريد إضعاف جميع الجبهات حوله ليبقى المهيمن الأقوى والأوحد ويحقق مطامع أمريكا وروسيا والصين وإيران في المنطقة حتى لو رأى خيار تقسيمها هو الأصلح له فلن يتوانى البتة. ولعل هذا السيناريو هو المرجح لا سمح الله. ومن هنا جرى ويجري الدفع في هذا المنحى. ولعلنا منذ عرفنا زيارة الوفد الروسي في لبنان لحسن نصر الله والتفاهم مع الحزب على ما يحقق مصلحة المنطقة عرفنا ما الذي ينتظره من دور وبالاتفاق مع إيران التي تدعي أن الحزب اتخذ قراره بنفسه دون الرجوع إليها وهذا بالطبع محال. ومحال أيضا أن يحتل أرضا سورية ويقاتل فيها الثوار والشعب المظلوم – مع أنه يدعي رفع الظلم عن الناس – لولا الضوء الأخضر من أمريكا وروسيا وإسرائيل التي لها المصلحة العليا في الدفاع عن نظام الأسد لأنها لا تفضل سواه – وهو يدخل في حرب استنزاف فيكون من وقود المعركة – وهذا إن أحسنا النية- وبالتالي يكون الجميع في خدمة الصهيونية لتثبيت ما تصممه وما تخططه. ولعل في التاريخ ما لا ننساه من انحياز الباطنيين إلى اليهود والصليبيين ضد المسلمين إذ الشواهد كثيرة ولقد بات الأمر ضروريا لإسرائيل لأنه بعد تقدم الثوار في المحاور الجنوبية على حدودها أضحى خوفها مؤكداً ولذا أمرت حارسها الأمين ليبرهن على وفائه ويوافق على تسليم الكيماوي ليكسب شرعية يهودية جديدة يخضع لها العالم بما فيها بعض الدول العربية للأسف ويبقى الجزار على رقاب الضحايا. فتأكد سيل التصريحات بضرورة بقاء الأسد وإحكام إخراج المسرحية بأن أوباما سيضرب النظام ضربة محدودة ثم افتضح أمر شركائها. ووقفت الجزائر وعراق المالكي ومصر السيسي - حيث أعلن نبيل فهمي وزير الخارجية معارضتها وكذلك لبنان من أجل تلميع الأسد من جديد إخمادا للثورة السورية وتحقيقا لأهداف إسرائيل. وفي رأينا أن "الصهيو مسيحية" التي كان يمثلها الرؤساء جونسون فكارتر وريغان الذي كان أكثرهم نصرة لهذه العقيدة. فتل أبيب والفاتيكان وولاية الفقيه الكل يعمل لتبقى الصهيونية هي مربط الفرس وفي قلب الحدث. لذا فإننا نستنكر باسم الشعوب الحرة وبعض المخلصين من حكامها العرب والمسلمين قتال حزب الله الذي صرح أمينه العام السابق صبحي الطفيلي لصحيفة المستقبل أن من يموت من حزب الله في سورية يموت في خدمة إسرائيل وكذلك ما صرح به مفتي لبنان محمد علي الجوزو لصحيفة بيان اليوم أن حزب الله أصبح حزب بوتن وأن تدخله إنما هو لمصلحة إسرائيل وهو حزب غارق في التعصب المذهبي ولا يأتمر إلا بأمر ولي الفقيه في إيران والحاصل سؤالنا - والغيارى معنا- لماذا يغض العالم ومنه بعض العرب الطرف عن أن الحزب إرهابي ولا يسلط عليه الضوء ولماذا لا تجري مطالبة مجلس الأمن بقوة لسحبه من سورية فورا. فلا شك أنه التواطؤ الحاقد. بينما يسلط الضوء على هؤلاء العرب المسلمين من أي قارة في العالم مع أن مجيئهم ما هو إلا استجابة لنداء ضمائرهم الضاغطة عليهم لرفع الظلم عن إخوانهم فلماذا يستمر التضييق عليهم بحجة الإرهاب ومن هو الإرهابي أما الحزب فهو تشكيل حكومي اخترق سيادة لبنان وتدخل -ومازال- ولولا الهيمنة الصهيونية والغربية خصوصا لما استطاع أبدا ولماذا لا يستنكر هؤلاء فعليا تدخله إلى جانب الأسد وذلك كما هو الأمر لما أمرت أمريكا حافظ الأسد بإدخال الجيش السوري إلى لبنان قرابة عشر سنوات حماية للنصارى وقتلا للفلسطينيين في تل الزعتر ثم إخراج المقاومة. ولما اقتضت المصلحة إعادتهم امتثل الابن لذلك. وفي نهاية المطاف لابد من وعي جديد أن الأوروبيين الذين يهددون من ذهب من أبنائهم للقتال في سورية بالسجن أو عدم السماح بالدخول هم مخطئون حالا ومستقبلا ويجب عليهم أن يعدلوا معهم ويفتخروا بأنهم قاتلوا الاستبداديين إن كانوا يدعون الحرية وحقوق الإنسان وحكم القانون ويكفيهم تخاذلا بل تآمرا على الثورة أنهم لم يعينوا في منطقة آمنة للاجئين ولا في حظر جوي ولا أسلحة نوعية حتى الآن بينما يدعمون النظام هم وغيرهم بلا حساب حتى اللحظة! وأما من هدد من بعض الدول العربية فلا نقول لهم شيئا لأن فاقد الشيء لا يعطيه. سألت الضمير أيصحو متى فقال أيصحو الذي في الضريح