12 سبتمبر 2025

تسجيل

خمس خصال (4)

08 يوليو 2014

نذكر والذكرى تنفع المؤمنين بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي رواه ابن عمر قال: أقبل علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا معشر المهاجرين (خمس) إذا ابتليتم فيهن وأعوذ بالله أن تدركوهن:1 — لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا بينهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا.2 — ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان.3 — ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.وهذه هي الخصلة الثالثة: منع زكاة الأموال. وزكاة المال كما هو معلوم فريضة واجبة الأداء لسلطان الدولة. وبالتعبير الحديث هي ضريبة مالية يجب تأديتها للدولة لتغطي الجزء الأكبر من الحاجات الإنسانية والاجتماعية وتسهم في محاربة الفقر والحاجة والله تعالى يقول: "خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها". وبهذا تختلف الزكاة عن بقية الضرائب بأنها واجب ديني يثاب عليه من أداه، ويعاقب عليه من امتنع عن أدائه بل يؤخذ منه قسرا. ولو أن المسلمين أدوا زكوات أموالهم، وكانت هناك دولة إسلامية تجبيها لسدة حاجات المسلمين الأساسية من الزكاة فقط. وقد وقع هذا في زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حين كان المسلم لا يجد من يأخذ زكاة ماله لأن المسلمين جميعاً أصبحوا في كفاية. ويا ليت الدول الإسلامية اليوم تدرك هذه الحقيقة فتجبي الزكاة من المسلمين كضريبة وفريضة، إذن لتغير الحال واستغنى الفقراء والمحتاجون وتخلصوا من حياة العوز والفاقة. والحديث الشريف يجعل عقوبة منع الزكاة أمرا خطيرا وهو أن يمنع الله المطر من السماء ويعيش الناس في جذب وقحط، وهذا مشاهد في كثير من بلاد المسلمين، وإنا نرى آثار هذه العقوبة الإلهية في كثير من البلاد الإسلامية حيث الناس لا يجدون ما يأكلون وبعضهم هياكل تمشي على الأرض، ناهيك عن تفشي الأمراض. والطامة الكبرى أن يستغل المنصرون هذا الوضع الأليم والفقر المدقع عند بعض المسلمين فينصّرون أبناءهم مقابل شيء من الغذاء لسد رمقهم. فويل للأغنياء الذين يمتنعون عن دفع الزكاة والذين أوصلوا المسلمين لهذه الدرجة من الفقر والتخلف.