15 سبتمبر 2025

تسجيل

الروح والريحان في زيارة بلاد السودان (10)

08 يوليو 2014

انتهى الحديث بنا في الحلقة الماضية في مجلس الشيخ أبو زيد محمد حمزة.. حيث تذاكرنا حول زيارته الأخيرة لنا في قطر منذ ما يقارب الأربعة أشهر، وقد بدأ بالثناء على قطر وأهلها وعلى رأسهم الشيخ بن محمود والشيخ الأنصاري والشيخ ابن حجر وقد خص الأخير أعني الشيخ ابن حجر بمزيد من الثناء والذكر الحسن..ثم طلبنا من الشيخ أن يسرد لنا نبذة عن حياته، وقد أخبرنا بأنه ولد في شمال السودان في منطقة حلفا وتربى في الإسكندرية، حيث كان والده يعمل هنالك وبعدما شب الشيخ انتقل في مطلع الأربعينات إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، وقد كان يحرص على حضور دروس الشيخ محمد حامد الفقي بمركز أنصار السنة بعابدين، وقد بدأ الالتحاق بدروسه سنة 1942 وخلالها تعلم عددا من الفنون لاسيما العقيدة الصحيحة وتدرب على الخطابة وكانت أول خطبة له بجامع الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.وفي طريقه إلى الخرطوم نزل بمدينته حلفا الواقعة قبل السد العالي، على الحدود المصرية السودانية والتي انتقل سكانها إلى شرق السودان لتسمى بعد ذلك بحلفا الجديدة، وفي الخرطوم بدأ الشيخ ينشر العقيدة الصحيحة ويدعو إلى التوحيد الخالص من الشرك والخرافات مع المشائخ في جماعة أنصارالسنة، وقد لاقى في ذلك ضروبا من الابتلاء حيث تعرض للسجن أكثر من مرة وظل صابرا محتسبا حتى بزغ فجر السنة في السودان وأظهر تطبيق الشريعة.وسبحان الله يرى الشيخ اليوم آثار دعوته المباركة، حيث إن أبناءه من جماعة أنصار السنة يعملون اليوم أساتذة للجامعات ومدراء للقنوات وأئمة للجوامع ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، حين قال "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"..وسألت الشيخ هل قابلت سماحة المفتي الأكبرالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فأجابني أن نعم، وذلك عندما زار الشيخ ابن براهيم الشيخ محمد حامد الفقي في عابدين وقدمه لإلقاء محاضر في مقر الجماعة بمصر.وقد أخبرني الشيخ أبو زيد أنه كان يزور علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، صحبة رئيس الجماعة السابق الشيخ محمد هاشم الهدية.كما أنه وأثناء مروره بالحرمين الشريفين كان يلقي دروسا فيهما، وذلك قبل ما عرف بأحداث جهيمان المشهورة حيث منع تقديم الدروس دون إذن وبشروط كثيرة.وقد صادف وأن ألقى الشيخ أبو زيد درسا بحضرة الملك الصالح فيصل آل سعود رحمه الله تعالى، وذلك بالمسجد النبوي الشريف.هذا وقد شرف الحضور نائب الرئيس الدكتور عبد الكريم والأمين، والأمين المساعد وبعض أعضاء الجماعة، وبعد ذلك قدم العشاء وودعنا الشيخ بمثل ما استقبلنا به من حفاوة وتكريم.