18 سبتمبر 2025
تسجيلفي قول رسولنا الكريم "رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" من الإشارات ما يكفي عن المفهوم الصحيح للعبادة في الإسلام. فللأسف، ما زال يعتقد بعض المسلمين أن العبادة قد تنحصر في الشعائر الدينية كالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج .. وغيرها .. ويتغاضى هؤلاء عن جانب آخر مهم من العبادات، يتمثل في حسن المعاملة، والاخلاق، والآداب، والعادات. طبقاً للتقويم القطري، فإنه بمشيئة الله تعالى سيكون ولادة هلال شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1434 عند العاشرة و16 دقيقة صباح اليوم الاثنين، وحيث إن الهلال سيغيب قبل غروب الشمس بدقيقتين، فلا يمكن رؤيته في هذه الليلة. وطبقا لذلك فإن غرة شهر رمضان المبارك لهذا العام ستكون يوم غد الثلاثاء، متمنيا أن تكون أيامه خيرا وبركة على شعوب العالمين العربي والإسلامي، وأن يبلغنا الله هذا الشهر أعواما مديدة. ولا شك أن الصوم من أعظم العبادات بين الله سبحانه وتعالى وعباده، ولقد اختص المولى عزّ وجل الجزاء عليه به بنفسه كما قال في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به". ورغم عِظم هذه العبادة وجزائها الكبير، فإننا لا ندرك الفوائد الكثيرة التي يمكن، بل يجب، أن يجنيها الصائم من صيامه وأهمها تطهير النفس وتهذيبها، وتزكيتها بالأخلاق الحسنة، وتجنب الصفات الذميمة والسلوكيات السيئة، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه. في قطر، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، نلمس أجواء هذا الشهر الفضيل في صور عديدة أهمها انتشار موائد الرحمن، وصلاة التراويح والقيام، وتلاوة القرآن، وزيادة التبرعات للفقراء والمساكين والمحتاجين. لكن على الجانب الآخر، تصاحب رمضان أيضا أمور غير مستحبة يأتي على رأسها تخفيض ساعات العمل الحكومي للتخفيف على الصائمين المسلمين، وفي ذلك عدم احترام لقيم العمل والانتاجية، خاصة ونحن نعلم أن أهم الفتوحات والمعارك التي خاضها المسلمون كانت في رمضان. ضف على ذلك أيضا ما يشهده الشهر من الإسراف في الانفاق، وعدم الاستفادة من الصوم في تهذيب السلوك والأخلاقيات، وزيادة عبء العمل على الخدم، لدرجة أن شهر رمضان تصاحبه زيادة في هروب العمالة المنزلية.