25 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تتحرك حوالي مائة دولة عربية وأجنبية بما فيها دول عظمى أعضاء في مجلس الأمن الدولي أمريكا وبريطانيا وفرنسا لنصرة الشعب العربي السوري ضد نظام دكتاتوري فاسد، فهذا الحدث يعتبر دفاعاً عن الإنسانية ورفع الظلم وتحقيق العدالة وحقن دماء الشعب العربي السوري والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.لكن هذه الدول لم تسأل نفسها سؤالاً مهماً لتعرف سبب وأسباب ما يحدث في سورية الشقيقة لأن معرفة الأسباب التي جعلت من النظام السوري دكتاتورياً وفاسداً وظالماً تسهل علينا جميعاً وصف العلاج والخلاص من هذا النظام.فالنظام السوري جثم على صدور الشعب العربي السوري أربعين عاماً وهو يردد شعار "المقاومة والممانعة" ضد العدو الصهيوني وهذا الشعار هو أمل وهدف الشعب العربي السوري بل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ومن يرفعه ويعمل من أجله فإنه سيصبح بطلاً قومياً عربياً في نظر كل عربي ولأن النظام السوري يعرف هذه الحقيقة فقد استغله أفضل استغلال ومضى في سياسة البطش والقمع والظلم والفساد وحكم بقبضة دكتاتورية والشعب العربي السوري صبر على هذا الظلم والفساد والتعسف والقهر أملاً في ترجمة شعار "المقاومة والممانعة" وتحرير الجولان والأرض العربية الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني.وعندما شعر الشعب العربي السوري بأن هذا الشعار لم يترجم على أرض الواقع رغم مرور أربعين عاماً من التحمل والصبر على دكتاتورية وفساد هذا النظام انتفض وثار طالباً حقوقه في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة التي حرم منها قروناً طويلة.لكن النظام السوري لا يزال يعزف هذه المعزوفة ولا يزال يردد ذلك الشعار ويؤكد أن هناك "مؤامرة" تستهدف سورية في موقفها من العدو الصهيوني وهنا لا أستبعد ذلك فكل دولة عربية تعادي العدو الصهيوني وحليفها الأمريكي مستهدفة وهناك مخطط واضح ومكشوف وضعته الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني في رسم وتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الكبير بدأ في غزو واحتلال العراق لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم لتبقى يد العدو الصهيوني هي العليا فوق الوطن العربي لكن هذا لا يعني ولا يعطي النظام السوري حق ظلم وقهر الشعب العربي السوري وأن يحكم هذا الشعب بالحديد والنار وأن يبقى هذا الشعب محروماً من حقوقه في الحرية والكرامة ولقمة العيش الكريم بينما عناصر النظام تعيش حياة مترفة رغيدة.ومن قال أيضاً إن شعباً مقيداً وجائعاً ومحروماً من حريته وقراره سيساعد النظام في "المقاومة والممانعة" وهذا ما تجاهله النظام السوري أيضاً.كل ذلك يقودنا إلى أن النظام السوري استمد ويستمد بقاءه بالحكم من خلال ذلك الشعار الذي يرفعه حتى الآن "الممانعة والمقاومة" ولا يزال بعض أفراد الشعب العربي السوري يقف مع هذا النظام أملاً في ترجمة هذا الشعار فلماذا لا تترجم الدول العربية هذا الشعار على أرض الواقع وتدعو إلى مؤتمر لأصدقاء فلسطين تطالب من خلاله بتطبيق قرارات الشرعية الدولية فقط ولا تقول إنها تطالب بتحرير فلسطين وإنما في تنفيذ ما طالبت به الشرعية الدولية ولا نطالب هذا المؤتمر أيضاً بإعلان الحرب على هذا العدو ولا نطالبها أيضاً برفع شعار "المقاومة والممانعة" كما يدعي النظام السوري وهي إن فعلت ذلك فإنها سوف تسقط النظام السوري بدون حرب خارجية وبدون تدخل خارجي وبدون مؤتمرات لأصدقاء سورية وبدون سقوط ضحايا من الشعب السوري وهي بنفس الوقت تخلص الوطن العربي من مخاطر المشاريع الأجنبية لا سيما المشروع الأمريكي – الصهيوني – والمشروع الإيراني وكذلك المشروع التركي، وأخيراً المشروع الروسي والصيني.إن سقوط النظام السوري وسقوط هذه المشاريع الأجنبية يعتمد على نجاح المشروع العربي وهذا المشروع يعتمد على رسم استراتيجية عربية محددة وموحدة تبدأ في قضية فلسطين.فأين نحن من هذا المشروع العربي الذي يبدأ برأيي بدعوة العالم إلى نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي هي محور كل ما يحدث في الوطن العربي، لهذا نسأل ونتساءل.. أين مؤتمر أصدقاء الشعب الفلسطيني؟!