يا تركيا ماذا فعلتِ؟!

حتى تكون أنظار العالم كلها عليكِ، في الجولة الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية 2023، وهكذا الكبار صُنّاع الحياة دائماً الأنظار عليهم. وما رأيت اهتماماً عالمياً بانتخابات بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مثل الاهتمام بالانتخابات التركية الرئاسية، وهذا يدل على أن تركيا أصبح لها وزن كبير وشأن يقدّر والكل يريد ودّها ودعمها. والحمد لله ربح وفاز من أعاد لتركيا مجدها وعزها وقوتها ونهضتها وتقدمها وما زالت حتى بلغت المئوية الثانية من تاريخها الجمهوري كدولة. وخاب وخسر كل من أراد هزيمة وخسارة رئيسها ورجوع تركيا إلى عصر التبعية والرجعية وتمزيق هويتها وهدم كل ما بنته خلال هذه السنوات الماضية. لقد تصدّع رأس ساسة الغرب والكيان الصهيوني والرويبضة وتوابعهم، وارتفع ضغطهم عندما أدركوا وعلموا بعد ذلك فوز تحالف الجمهور بقيادة الرئيس أردوغان في الجولة الثانية، حيث ضاعت أحلامهم، وتفرقت أوراقهم، وبطل مكرهم، وفشلت مخططاتهم التي رسموها منذ زمن إلى حين الانتخابات الرئاسية الأخيرة لإسقاطه وتمزيق تركيا - حفظها الله - وهدم تقدمها في كل المجالات، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). سبحانك ما أعظمك!. فهناك دولة أوروبية وهي دولة ليست هامشية بل لها تاريخ ضارب منذ القدم، وعضو في الاتحاد الأوروبي وفي الحلف الأطلسي مجاورة لتركيا، كان فيها انتخابات في نفس الشهر مايو 2023 لاختيار حكومة جديدة فيها، ولكن هل سمعتم أخبارا عنها، أو تحليلات عن انتخاباتها؟. نعم.. هناك فرق كبير بين انتخاباتها وانتخابات تركيا الرئاسية وهي أيضاً عضو في الحلف الناتو والتي فرضت نفسها على الساحة العالمية بدون أدنى شك، وهكذا لا تعرف إلا بالقوة والعلم والتقدم والنهضة في كل المجالات وبقوة الرجال، وتقول للجميع أنا هنا كما أنتم هنا!. وبالتأكيد لقد كتب الرئيس التركي أردوغان اسمه في صفحات التاريخ بكل فخر واعتزاز ليس في تركيا فقط، بل في صفحات التاريخ العالمي. إنه ميلاد فجر جديد في مئوية تركية في قصة لها جذورها التاريخية الممتدة منذ ستة قرون وحتى الآن وهي تمضي لتخرج لنا قصة جديدة بشعبها الحي القادر بإذن الله على صناعة الكبار في قادم الأيام، وكل من يعيش على أرضها ذات المساحة الواسعة بالأفراح والمباهج بإذن الله تعالى. إنها قصة الانتخابات التركية الرئاسية فيها من الدروس والعبر الكثير، وعلى الجامعات أن يُطرح فيها من الرسائل الجامعية الماجستير والدكتوراه ومراكز الأبحاث كذلك دراسة هذه الانتخابات ولماذا الاهتمام بها عالمياً؟. فعلينا الاحتفاء بها وإبراز المعالم والصور الحية ففيها الكثير. "ومضة" انتهى الدرس.. "الحياة إيمان وجهاد.. والنصر لمن اتصف بهما" من كلمات الزعيم القائد نجم الدين أربكان رحمه الله.