12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأطفال مستقبل البشرية

08 يونيو 2023

كشفت وكالات الإغاثة العالمية بحسب احصائيات صادرة من جمعية علم النفس الأمريكية، أن المدنيين يمثلون ما بين 85% إلى 95% من الذين تضرروا أو قُتلوا بسبب النزاعات المسلحة والحروب في العصر الحديث، ويشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً حوالي 50% من تلك الفئة، ويعد اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب أو ما يعرف بـPTSD أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً أعقاب الحروب والنزاعات عند البالغين والأطفال حيث يعانون من اضطرابات صحية عقلية ونفسية شديدة. وقد نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة الاسبوع الماضي مؤتمراً حول منع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي وبالتنسيق وذلــــك بـالـتـنـسـيـق مــع جـامـعـة الدول العربية ومكتب الممثل الـخـاص لـلأمـيـن الـعـام للأمم الــمــتــحــدة الـمـعـنـي بــالأطــفــال والنزاع المسلح وقد تم خلال الاجتماع الذي مدته يوم واحد بمشاركة القادة أصـحـاب السعادة وزراء الــشــؤون الاجـتـمـاعـيـة الـــعـــرب حيث تم النقاش حيال أفضل الممارسات الممكنة حيال منع الانتهاكات ضد الاطفال والقضايا الناشئة التي تتولد نتيجة هذه الصراعات والحروب. ومن وجهه نظري أرى أن هذه القضايا من المهم جداً مناقشتها وتسليط الضوء عليها حتى وإن كانت لا تشمل الدول المستقرة ذات السيادة الحرة، فـإن الاطفال هم مستقبل الأمة ومستقبل البشرية، وهم بحاجة إلى بيئة سليمة وصحية مستقرة ومتوازنة نفسياً واجتماعياً، بدون خوف أو صدمات ومشاعر قلق وتوتر وعدم إحساس بالإمان، حيث إنها عوامل تساهم في خلق طفل مضطرب نفسياً وسلوكياً.وقد أشارت سعادة السيدة مريم بـنـت عـلـي بــن نــاصــر المسند وزيـــــرة الـتـنـمـيـة الاجـتـمـاعـيـة والأســـــــرة في كلمتها الافتتاحية: إنـنـا نقف أمــام أزمــة مركبة وعــمــيــقــة تـــــهـــــدد مــســتــقــبــل الطفولة فـي ظـل ارتـفـاع حدة الــنــزاعــات الـمـسـلـحـة، وغـيـاب الحلول السلمية لها، وهـذا ما يحتاج منا كقائمين على العمل الإنــســانــي والــتــنــمــوي تسخير مـزيـد مــن الـجـهـود والإســــراع فــي تـكـامـل عـمـلـيـات التنسيق بيننا. وذكرت أن البيانات الاحصائية تشير إلــــــى أن 79 فــــي الـــمـــئـــة مـن الانـتـهـاكـات الـواقـعـة لـلأطـفـال بسبب النزاع المسلح وقعت في الشرق الأوســط وحــده، "فقد تــم تجنيد 93 ألــف طـفـل في النزاعات المسلحة بين عامي 2005 و2020 فـيـمـا تعرض مـــا يــزيــد عـــن 25 ألــــف طفل للاختطاف من قبل المسلحين وفــي نـفـس الـفـتـرة الـمـذكـورة قــد تــم تـوثـيـق 14 ألــف حـالـة اغـتـصـاب لـلأطـفـال أو الـــزواج الــقــســري عـلـى أيــــدي أطــراف النزاع. وأوضحت سعادتها أن الطفولة في مناطق النزاعات المسلحة تولد عـاهـات نفسية وبــدنــيــة مــســتــقــبــلــيــة كــبــرى تــنــهــك الــمــجــتــمــعــات، ومـــن ناحية ثانية، فهي تؤسس لما يسمى تــوارث الفقر، بمعنى أن الجهل يولد جهلا والفقر يولد فقرا، خصوصاً مع غياب البيئة الملائمة والحدود الدنيا لتنشئة أطفال أسوياء منتجين وفاعلين في المستقبل. خاطرة،، نشكر سعادة الوزيرة على استضافتها للمؤتمر وطرحها لقضية مهمة جداً وهي مستقبل الطفولة في ظل الحروب والصراعات، حيث اشارت الى ضرورة تضافر وتوحيد الجهود مع الاشقاء العرب والدول الصديقة من أجل دعم الشعوب التي تعاني من الصراعات وخصوصاً بدولة السودان الشقيقة والنزاعات في الدول العربية، ونوهت إلى أهمية البحث عن طرق حديثة لضمان وصول المساعدات الانسانية والاغاثية للأطفال، وأود اضافة مقترح بسيط أتمنى أخذه في عين الاعتبار هو ضرورة تواجد في كل حملة اغاثية أخصائيين نفسيين متدربين داعمين ومساعدين للاطفال لتهدئتهم واشعارهم بالأمان والسلام لتجاوز اضطرابات ما بعد الصدمة لضمان سلامتهم العقلية والنفسية والجسدية.