14 سبتمبر 2025

تسجيل

أحمد الغزال العاشق لتراث قطر البحري

08 يونيو 2020

يُطلقون عليه عميد سوق واقف كبار السن مصدر تجارب يجب توثيق سيرتها وإنجازاتها للوطن الحفاظ على الهوية ينطلق من خلال إحياء تاريخ مثل هذه الرموز تعرفت عليه لأول مرة في عام 1998م وتواصلت معه أكثر من مرة بعد تلك السنة.. وغدت سنة 2002 م وما بعدها من السنوات التي لم تنقطع من خلال زيارته في محله الصغير في سوق واقف بمحاذاة مقر شرطة العاصمة في تلك الفترة. وكان شغوفاً بحب التراث البحري في قطر والتعلق بشجون البحر وحياة الغوص والبحث عن اللؤلؤ وممارسة صيد السمك في تلك الفترة الجميلة من مرحلة حياة الأجداد قبل اكتشاف النفط وتصديره للخارج في أربعينيات القرن الماضي. وهذا ما جعله يمارس هوايته في بيع مستلزمات للصيد البحري في دكانه المتواضع في قلب الدوحة بمنطقة السوق.. حيث كان يُعد أشهر من عُرف بهذه المهنة في منطقة الجسرة وما جاورها في العقود القليلة الماضية.. ولذلك عرف بلقب عميد سوق واقف. إنه الوالد أحمد بن عبدالله الغزال الذي وافته المنية قبل أيام (عن عمر زاد على التسعين سنة ويعتقد بأنه من مواليد عشرينيات القرن الماضي إلا أن المعتمد في ذلك المكتوب بجواز سفره وانه من مواليد 1932)، بعد رحلة طويلة من العطاء والمعاصرة لحياة الآباء ورجالاتها الكبار الذين خاضوا غياهب البحر ومتاهاته. والفقيد أحمد الغزال ينتمي إلى أسرة متدينة برز فيها بعض رجال الأدب والدين، وقد عاش في فريج الغزال وفريج الهتمي. وأهم أصدقاء الفقيد: الأخ الفاضل حسين بن يوسف الملا والأخ الفاضل أحمد بن جاسم الملا وجاسم الماجد وعبدالعزيز الماجد وحسين الحداد ومحمد إبراهيم الكواري. وللفقيد بنت واحدة هي الدكتورة حصة الغزال الأستاذة في كلية الشريعة جامعة قطر. ويُعد والده عبدالله بن محمد بن صالح الغزال أهم الأدباء وعلماء الدين الذين اشتهروا بالدوحة وعاصروا مجتمع الغوص على اللؤلؤ، وله سيرة عطرة نشرت حولها بعض الدراسات والمقالات التي تناولت هذا الشأن خلال القرن الماضي قبل وبعد ظهور النفط في قطر. إذ عاش الوالد عبدالله الغزال حياته في المنطقة التي عرفت باسم عائلته " فريج الغزال "، وسط الشريط الساحلي لمدينة الدوحة غربي منطقة " المرقاب " وشرقي براحة الجفيري. وتذكر بعض المصادر عن سيرة المرحوم عبدالله الغزال: بأنه ختم القرآن في شهرين ثم اتجه إلى تعلم الفقه والنحو والسنة النبوية، حيث تتلمذ على يد العلامة محمد بن جابر بن عبدالله الجابر، كما تعلم الكتابة ثم قام بتدريس وتعليم القرآن لبعض الذين التحقوا معه لتعليمهم، وكان رحمه الله قد تولى إمامة عدة مساجد في قطر ومنها مسجد " أبا القبيب " القريب من بيته بعد خروج الشيخ محمد بن جابر منه.. وكان لا يكتفي بالإمامة في المسجد الذي يصلي بالناس فيه، بل يقوم بعدها بشرح السور التي قرأها عليهم ويحدثهم أيضاً عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمل شيخنا في بداية حياته مع أهل البحر بمهنة الغوص، وقد اشتهر فيهم بأنه ذو نفس طويل يمكنه طول نفسه من المكوث تحت قاع البحر أكثر من غيره، وهذا ما كان يبحث عنه النواخذة، لأن هذه الصفات لا تتوافر إلا في القليل من الناس، مما مكنه من امتلاك سفن لصيد اللؤلؤ، عمل على واحدة منها نوخذا وأجر الأخرى.. كما دفع " تسقاما "ً لأكثر من نوخذة ليساعده على دخول الغوص، و(التسقام) هو دفع تكاليف الرحلة كاملة، إما بدفع مبلغ من المال للنوخذة أو دفع جزء من المال وتجهيز السفينة بكل ما تحتاجه هي وطاقمها من طعام وشراب وأجهزة ومعدات ثم يتحاسب معهم حسب الاتفاق الذي تم بينهم؛ إما بإرجاع المال مضافاً إليه الفائدة أو شراء المحصول من اللؤلؤ، واهتم في آخر حياته بقراءة الكتب الدينية ثم الاقتباس منها وألف مما احتوته الكتب مثلما ذكر في كتاب جواهر الأدب وحديث ابن تيمية كما جلس مع الشيخ القاضي محمد بن عبدالعزيز المانع. كلمة أخيرة: رحم الله الوالد أحمد الغزال الذي أمضى حياته في حب التراث.. وقد كانت له خاصية تتمثل في حبه للتراث البحري بشكل خاص خلال مسيرة حياته وظل يحافظ على هذا الحب حتى آخر عمره.. والدليل على مكانته بين الناس كثرة الزوار له في محله التجاري باستمرار في سوق واقف الشعبي.. حتى اعتبره الكثير من الناس بأنه من رموز السوق. D [email protected]