13 سبتمبر 2025

تسجيل

القناعة والرضا

08 يونيو 2018

حديث قدسي رائع يزيد من إيمانك بالقضاء والقدر والرزق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان مادام سلطاني باقياً وسلطاني لا ينفذ أبداً، يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائني لا تنفذ أبداً، يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير. يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محموداً، وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً. يا ابن آدم خلقت السماوات السبع والأراضين السبع ولم أعي بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب ؟؟ يا ابن آدم أنا لم أنس من عصاني فكيف من أطاعني ؟ وأنا رب رحيم وعلى كل شيء قدير  يا ابن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد. يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محباً. ويتبين لنا من تحليل وتفسير معنى الحديث الشريف أن غياب ثقافة الرضا والقناعة قد تدفع ضعاف النفوس في طلب الرزق إلى الجشع  والطمع للسطو على المال العام بطرق ووسائل وحيل كثيرة، وينتشر الكسب الحرام بين فئة من الناس لا يهمها الحلال لكن يهمها تضخيم ثرواتها بأي أسلوب، فانتشرت أخلاقيات سيئة مثل الغش والتزوير والاختلاس والرشوة وكل يوم يدفع الآلاف من الناس ثمن طمعهم وجشعهم وعدم قناعتهم بما قسمه الله لهم. خاطرة ،،، للأسف مع التطور والرخاء المادي غابت فضيلة القناعة والرضا عن حياة الكثيرين وسيطرت القيم المادية على حياة معظم الناس، فأصبح هم كل إنسان كيف يجمع المزيد من المال،  وكيف يمتلك أفخم المساكن، ويركب أحدث السيارات بغض النظر عما إذا كان كسب هذا المال بطرق حلال ومشروعة أو حرام ومنبوذة كالغش والاحتيال وتناسوا مراقبة الله عز وجل والخوف منه.