13 سبتمبر 2025
تسجيل- اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الجماعة في صلاة التّراويح وأن الجماعة لها سنة، لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم والصّحابة - رضوان اللّه تعالى عليهم - ومن تبعهم منذ زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -* ولاستمرار العمل عليه حتّى الآن. فإن تعذّرت الجماعة صلى وحده لعموم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه".- لم يثبت في تحديد النبي شيء عن عدد ركعات صلاة التراوبح، إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة حين سُئلت عن كيفية صلاة الرسول في رمضان، فقالت: " ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً" متفق عليه، ولكن هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - لا يدل على وجوب هذا العدد، فتجوز الزيادة، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "له أن يصلي عشرين ركعة، كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي، وله أن يصلي ستا وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة، وثلاث عشرة ركعة. والأفضل أن يقتصر الإمام في التراويح على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة مع إطالة القراءة لأن هذا هو الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.- لا بأس بالتنويع في عدد الركعات، فلو صلى بعض الليالي إحدى عشرة وفي بعضها ثلاث عشرة فلا شيء فيه، ولو زاد فلا بأس، فالأمر واسع في صلاة الليل، لكن إذا اقتصر على إحدى عشرة لتثبيت السنة وليعلم الناس صلاته حتى لا يظنوا أنه ساه فلا حرج في ذلك.=- إذا صلى الإنسان في رمضان مع من يصلي ثلاثاً وعشرين ركعة واكتفى بإحدى عشرة ركعة، ولم يتم مع الإمام ففعله لم يوافق به السنة، فالسنة الإتمام مع الإمام ولو صلى ثلاثا وعشرين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة".- من فاته العشاء إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أو مع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف نيته مع نية الإمام *لا يؤثر، لصنيع معاذ وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم على فعله، حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء، حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، لكن لا يجوز له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.