16 سبتمبر 2025
تسجيلمن أجمل ما كتب عن القضاء بأسلوب حي رصين متألق، إنه للشيخ علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء، رحمه الله حمل عنوان "القضاء في الإسلام" من نشر وتوزيع دار المنارة، جدة السعودية 1408 من الهجرة، 1988 من الميلاد، على قلة عدد صفحاته، إلاّ أنه يحمل الكثير من الرسائل والمعاني:- - " لا تعجبوا، ففي تاريخنا من الأمجاد ما لو أفيض على أفراد البشر لجعلهم كلهم عظماء"!.- " القضاء أعلى درجة استطاع البشر الارتقاء إليها ".- " ارفعوا القضاء من تاريخ الإنسان يهبط إلى درك البهائم، ويأكل القوي من بني آدم الضعيف".- " وإن معنى الإنسانية وحقيقتها في الحياة المجتمعة الهادئة الآمنة، التي لا يطغى فيها أحد على أحد، والتي تصان فيها الحيوات والحريّات، وتحفظ الدماء والأعراض، ويتحقق فيها التعاون على جلب المصالح ودرء المفاسد، ولا يكون ذلك كله إلاّ بالقضاء".- " والقضاء عند المسلمين أقوى الفرائض بعد الإيمان، وهو عبادة من أشرف العبادات، لأنه إظهار للعدل، وبالعدل قامت السموات والأرض".- " والقضاء أول ما تعقد عليه أمة خناصرها، إذا عدّدت أمجادها ومفاخرها".- " القاضي واجتهاده، مرجعه كتاب الله وسنة نبيه، ورقيبه ضميره ودينه، ووازعه إيمانه ويقينه ".- " القضاء، مركب وعر، ومسلك خطر".- " لذلك فزع الصالحون من القضاء، وفرٌّوا منه فراراً، ورضوا بالسجن ولم يرتضوه، وصبروا على الضرب ولم يقبلوه ".- " وليس كل طالب للقضاء يُولاّه، وما من عمل من أعمال الدولة إلاّ لتولّيه شروط، ولأهله صفات، باجتماعها تكون التولية، وبانتفائها يكون الرد، يعملون بها اليوم في بلادنا حيناً وتعمل أحياناً، خطأً أو عمداً، فتوسد الأعمال إلى غير أهلها، ويدخل فيها غير مستحقيها ".- " وإن قلعة يدافع عنها الله لا يستطيع أن يقتحمها بشر ".