12 سبتمبر 2025
تسجيلالصدقة بابٌ من أبواب الخير والفلاح، وسبيلٌ إلى الفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة، والصدقات الطيبة تطهيرٌ وتزكيةٌ للنفوس، كما أن من الصدقة ما يكون من أعظم شعائر الدين، وأكبر براهين الإيمان، فقد صحَّ عند (الإمام مسلم) عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والصدقة برهان". والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يُشير إلى أن بذل الصدقات والحرص عليها دليلٌ قاطع وبُرهانٌ حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله تعالى. كما أن في الصدقة تنميةٌ وزيادةٌ للأموال، وتنميةٌ للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله، وفيها سدٌ لحاجات الفقراء والمحتاجين، وسبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم، ورسم الابتسامة على شفاههم، وهي وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وطريقٌ إلى انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس. كما أنها تدفع - بإذن الله تعالى - النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها.وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلَّم أن من حرص على الإكثار من الصدقات دُعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة. وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلّم، قال: "سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله "، وذكر من هؤلاء السبعة: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه".إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها ؛ فالصدقة سببٌ في دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى في ماله، وأن يُبارك له في رزقه فقد صح عند (البُخاري) عن أبي هريرة (رضي الله عنه): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا". - والصدقة تُطفئ الخطيئة لما صحَّ في (سُنن الترمذي) عن كعب بن عُجرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ".- والصدقة سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الأعراض - بإذن الله تعالى - فقد جاء في (المعجم الكبير) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة ".- والصدقة سترٌ للإنسان وحمايةٌ له من النار، فقد جاء في (مُسند الإمام أحمد بن حنبل) عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله تعالى عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة ".- والصدقة تُطفئ عن أصحابها حرَّ القبور لما جاء في (المعجم الكبير) عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور ".- ومن منافع الصدقة أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة لما جاء في (المعجم الكبير) عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته ".- والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان، وتدفع عنه المضرات - بإذن الله تعالى - لما صحّ عند الإمام (مسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبد ا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله".- والصدقة رصيدٌ يدخره الله تعالى لعباده المتصدقين في الدار الآخرة من الأجر العظيم والثواب الجزيل لما صحَّ في (سُنن الترمذي) عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيبٍ، ولا يقبل الله إلا الطيب ؛ إلا أخذها الرحمن بيمنيه، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله" .