12 سبتمبر 2025

تسجيل

حللت أهلًا يا رمضان

08 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لكم اشتقنا إليه، بطريقة أو بأخرى شهر رمضان، يبعث رمضان الطمأنينة والسلام في نفسنا، وذاكرتنا. السلام، والصفاء، والعطف، والمحبة، والعبادة، والصداقة، والتعاون... يأتي رمضان مع كل هذه الكلمات الجميلة. يجلبها كلها معًا إلى الأذهان. تأتي كلمات مثل الأذان ومائدة الإفطار وصلاة التراويح والسحور على رأس الكلمات في قاموس رمضان. كما أن نمط حياتنا يتغير في هذا الشهر الفضيل، حيث السهر من أجل التعبد، والجوع، والعطش، وختم القرآن، وأمور رمضانية أخرى نعيشها في كل يوم طيلة الشهر. رمضان في طفولتنا، وأطعمة الأمهات، وقدوم الآباء من صلاة التراويح، والسهر حتى السحور، والقصص والذكريات الحزينة... كل تلك الأشياء رافقت ذاكرتنا طوال العمر. ما أجملها تلك المائدة التي تجمع جميع أفراد العائلة، تلك الحركات السريعة لإعداد مائدة الإفطار، وانتظار أذان المغرب من أجل بدء الإفطار...لقد اشتقنا لرمضان، بل اشتقنا له كثيرًا. ما بال هذه الحياة التي نعيشها اليوم، وما بال هذا العصر الذي نشهد تحولاته، إن جميع هذه الكلمات والذكريات واللحظات الجميلة، باتت غير قادرة على أن تلغي مشاعر الحزن التي نعيش كل تفاصيلها لحظة بلحظة. كم شهر رمضان مرَّ، ولم تخمد معاناتنا في العالم الإسلامي. كم عيدا مرّ ولم تتوقف الأحداث الدامية في العالم الإسلامي.أعتقد أن الشيء نفسه سيتكرر مرة أخرى. سيفطر المسلمون في سوريا على الدم والدموع.كذلك العراق، واليمن، والصومال، والسودان، لن يتمكن رمضان من إيقاف النزاعات، والحروب، والموت في تلك البلدان.ما هذه الحياة التي نعيش آلامها، وما هي هذه المأساة التي نقف على أعتاب فصولها. إن ما نشهده اليوم يدفع الإنسان للتفكير فيما إذا شهدت الحقب التاريخية المتعاقبة أحداثًا مؤلمة لهذه الدرجة كالتي نشهدها اليوم. بالتأكيد طبعًا. لكن أن نشهد على تلك الأحداث بأم أعيننا وأن نعيش تفاصيلها لا شك أن ذلك يبعث في النفس ألمًا من نوع مختلف. إن ذلك الألم يقوض المشاعر الإنسانية. تنسف أساسات حضارة مترامية الأطراف، وأمة عتيدة، وشعوب عريقة، أمام أعينكم.لعل المشاهدة، وعدم القدرة على تغيير ما يجري، يزيد من الألم ووطأته.إن الشعور بالعجز يحمل معه آثارًا تدميرية أكبر في النفس البشرية، ولهذا السبب، يحذرنا الله من الاستسلام لهذه المشاعر، ويقول لنا وجل من قائل في الآية 40 من سورة التوبة (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا). ذلك أن لكل إنسان بابا يلجأ إليه، ومكانا تلبى فيه طلباته، لذا فإن الإيمان بـالله، وسماته الرحمانية، وقوته، وقدرته، تبعث الارتياح في الأفئدة. الحمد لله، فإن لنا بابًا نذهب إليه وقت الكرب، والضيق، والعجز، والشعور بالحاجة.وأعتقد أن شهر رمضان هو ذلك الباب المفتوح على مصراعيه للجميع، المفتوح لأكف الضراعة، والقلوب الخاشعة، والوجوه المؤمنة، ذات الأفئدة النقية. فلنتضرع دون قنوط من رحمة الله، لأننا لا نملك بابا غير بابه، ولا ملاذًا غيره، ولا عطفًا ولا رحمةً غير عطفه ورحمته. بقلب كله أمل بأن تنتهي آلام هذه الأمة، وهذا العالم الإسلامي، أقول "حللت أهلًا يا رمضان".