18 سبتمبر 2025

تسجيل

دهاء بلاتيني وحسن نية الأمير علي

08 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كعادتي كنت جالسة في مكتبي أناقش مع زميلي في العمل أحوال الرياضة العالمية، وبما أن انتخابات الفيفا التي توجت بلاتر رئيسا للولاية الخامسة لم يكن قد مر عليها سوى أسبوع تقريبا، جرنا الحديث إلى مناقشة كواليس هذا الصراع، وكيف أن العجوز السويسري نجح في اكتساح الانتخابات، دافعا منافسه الأمير علي بن الحسين إلى الانسحاب، فأخبرني زميلي أنه رغم إعادة انتخاب بلاتر، إلا أنه لن يمضي أكثر من عامين في منصبه قبل ان ينقلبوا عليه ويطيحوا به أخيرا من عرش الفيفا. ونحن في خضم نقاشنا، رفعت عيني إلى شاشة التلفزيون المقابلة لي، لأقرأ خبرا عاجلا بتقديم عراب الفيفا استقالته ودعوته لانتخابات جديدة. بلاتر استبق توقعاتنا وفضل إنقاذ ماء وجهه والخروج من مؤسسة زيوريخ بمحض إرادته. هذا طبعا ما ظنه البعض، أو ما حاول هو إيهامنا به. لكن السبب الرئيسي كان واضحا، فراعي الفساد اشتم رائحة الإف بي آي تقترب منه، وأدرك أن الحصانة لن تجديه نفعا. والأحرى أن المعسكر الأوروبي الذي وقف ضده، أمده بأحد الشرائط أو الملفات وقال له "اتفرج ورد علينا" على الطريقة السينمائية. أمر طبيعي ومتوقع من حليف الماضي وعدو اليوم والمستقبل رئيس الويفا ميشيل بلاتيني، الذي عشمه بلاتر بالرئاسة لكنه خلف بوعده. فالتضبيطات بين أقوى رجلين في كرة القدم العالمية كانت تنص في السنوات الماضية على أن يدعم بلاتيني بلاتر في الانتخابات على أن ينسحب هذا الأخير مع نهاية الولاية الرابعة، ويعبد الطريق امام أقوى حلفائه وتلميذه النجيب. لكن الفرنسي فوجئ بأن معلمه لم يشبع من المناصب والأضواء وقرر الترشح مرة خامسة، المهم، بلع بلاتيني غصته وادرك أنه حتى لو ترشح أمام السويسري، لن يحظى بالدعم، وهو العارف بدهاليز الفيفا الفاسدة. فرأى أن يدعم الأمير علي، ليس حبا فيه، ولكن حتى يهز عرش بلاتر ويثبت أنه لم يعد يحظى بالدعم الكامل من الاتحادات القارية، مستغلا ظروف الاعتقالات التي طالت مسؤولي الفيفا. الغريب في الأمر، أن البعض وخصوصا في العالم العربي، تفاءلوا خيرا بعد استقالة بلاتر، وبدأوا يرون في الأمير علي خير بديل والمرشح الأول لخلافته، خصوصا بعد أن حصل على 73 صوتا في الانتخابات الأخيرة. كلنا ندعم الأمير علي لأنه يمثلنا جميعا كعرب، لكن لو كان بإمكاني إسداء النصيحة له، لطلبت منه سحب ترشيحه، ذلك أن الرئيس القادم للفيفا ليس سوى ميشيل بلاتيني. صحيح أن الفيفا بدأ يتطهر من رائحة الفساد التي تزكم الأنوف، لكن ليس لدرجة السماح لمرشح عربي برئاسة منظمة كروية بدرجة جمهورية. كل ذلك الدعم الذي لقيه من المعسكر الأوروبي، سيتحول بقدرة قادر إلى رئيس الويفا، بمنطق "اللي نعرفه أحسن ملي منعرفوش".