15 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى المفاوضين باسمنا!!

08 يونيو 2012

نحن نحتكم إلى وساطة منحازة بل أقول وساطة متآمرة. فمعروف أن حدود السودان المتفق عليها والمعلومة منذ القرن الماضي هي الحدود المعلومة ما بين المال المستعمر من قبل قوات كتشنر وما عرف بالحكم الثنائي.. والجنوب كمنطقة مقفولة ومعلوم أن الحدود الإدارية في مثل حالاتنا هذه تتحول (وفق القانون الدولي) إلى حدود دولية في حالة انفصال إقليم، ويبقى في حالتنا هذه أن حدود السودان في منطقة بحر العرب تمر جنوب بحر العرب.. وهي حدود لم نقم نحن كشعب سوداني أو حكومات سودانية بوضعها.. فهي من عمل الحكومة البريطانية الاستعمارية التي قررت ذلك وفق معايير تعرفها هي. الفنيون الجنوبيون الذين شاركوا في ترسيم الحدود يعلمون كل ذلك ووقعوا عليه.. ولا مجال البتة في الادعاءات الكاذبة لحكومة الجنوب الرامية لإطالة الحرب بين الشمال والجنوب وهذا في حد ذاته هدف من أهداف الجهات الدولية التي تخطط لشل قدرات الشعب السوداني، والاعتداء على الحكومة السودانية وفرض مزيد من العقوبات لإضعافها على المضي قدما في تنمية البلاد وتحقيق طموحات الشعب السوداني.. وبكل أسف فإن ما يعرف بالقوى المعارضة تلعب دورا كبيرا في إثارة هذه المشكلات مع الحركة الشعبية لكي تعطي المبررات الكافية لاستصدار قرارات إضافية من مجلس الأمن الدولي لصالح الجنوب المعتدي على أراضينا والمنتهك لحقوقنا.. حقوق الشعب السوداني في العيش الآمن والكريم والحر. فأي معارضة هذه التي تريد وتسعى لإيذاء الشعب السوداني والتسلق على ظهره وعلى حساب أمنه وسيادته على أراضيه.. وهذا الموقف يذكرني بصورة قوى التجمع الديمقراطي عندما احتلت القوات المصرية منطقة حلايب وعلى رأسهم الأمين العام لاتحاد المحامين العرب الذي يدعي اليوم النضال لاسترداد الديمقراطية من خلال التحالف مع الشيطان ضد الشعب السوداني والاعتراف بالحركة الشعبية لتحرير السوداني قطاع الشمال وقبول احتلال قوات أجنبية لأراض سودانية في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان بل والمضي قدما لتأييد الادعاء الباطل بأن حدود السودان تمر بشمال بحر العرب..لاحظوا معي (بحر العرب هذا وليس بحر الدينكا أو غيره...) وأنا لا أستبعد ولا أندهش لشخص قال إن حلايب مصرية وكل الوثائق تؤكد أنها سودانية أن يقف ويعلن أمام أسياده بأن أبيي جنوبية وأن الحدود تمر بشمال بحر العرب وأن هجليج نفسها جنوبية... وهكذا العمالة بكل معانيها وأبعادها... ولكن الشعب السوداني يعلم وذاكرته تحفظ ومواقفه من أمثال هؤلاء واضحة. وعلى وفدنا المفاوض الذي يمكن أن يتعرض إلى خدع وإغراءات وإرهاب وتهديد الثبات على المواقف والشعب السوداني من خلفهم يقف بكل قوة..لابد أن يضعوا في اعتبارهم أنهم يتعاملون مع مجموعات من الأدعياء الكذابين والطامعين والمزيفين أفارقة كانوا أم غربيين..عليهم ألا يتركوا فرصة لأي حلول وسطى.. فالأمور بالنسبة لنا واضحة وتدعمنا الوثائق والتاريخ وعلى الأرض المواطنون.. وعليهم ألا يتركوا فرصة لما يعرف بالوسطاء أو أصدقاء الحركة لأنهم أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم يعملون وفق أجندة أصبحت واضحة للإضرار بالسودان الشمالي لصالح أجندة عقائدية وعنصرية.