19 سبتمبر 2025
تسجيلالإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري ليست مستحيلة او ضد النظامهرمنا وعجزنا وتعبنا وتعبت أقلامنا وجفت حناجرنا ونحن نناشد النظام السوري بإجراء إصلاحات في علاقته مع شعبه الذي هو درعه الحصين وقوته الحقيقية وهذه الإصلاحات التي طالبنا بها ويطالب بها الشعب السوري الآن ليست معجزة أو مستحيلة وليست ضد هذا النظام أو ضد القيادة السورية التي تقول دائماً إنها في خدمة الشعب السوري وخدمة الشعب العربي، بل إن هذه الإصلاحات تصب في خدمة النظام والشعب معاً لأنها تتمثل في توفير الحياة الديموقراطية الحرة والمشاركة الشعبية وتداول السلطة وفصيل السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية، وكل ذلك يسهل على النظام أسلوب الحكم ويوفر له الدعم والمساعدة والعون في مواجهة كل التحديات التي تواجهه لاسيَّما تلك التحديات الصهيونية – الأمريكية ولا نضيف جديداً أن مثل هذه الإصلاحات المطلوبة في سوريا الشقيقة، أشار لها الرئيس السوري بشار الأسد نفسه وأقر أن هناك فساداً في الدولة لابد من علاجه ومعالجته لكن هذا العلاج نراه يسير كالسلحفاة , وبطء هذه الإصلاحات أو تقديمها بشكل مجزأ لا يجعل الشعب يراها، بل إن الدماء التي تسيل في المدن السورية تجعل من هذه الإصلاحات البطيئة والمترددة دون قيمة أو جدوى , لهذا نناشد النظام السوري الذي لانزال نراهن على جناحه القومي العربي قوة نحن بحاجة لها في أخطر مرحلة تمر بها الأمة العربية لأن قوة الجناح الوطني الداخلي لا يقل أهمية عن الجناح القومي العربي الخارجي، وكما أشرت في مقالات سابقة فإن ضعف الجناح الداخلي يمكن أن يؤدي بالتالي إلى سقوط الطائر السوري.لهذا وحرصاً على تحليق هذا الطائر السوري لابد من إجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري فوراً وبلا تردد أو مراهنة على الحل الأمني لأن هذا الطائر مستهدف وتحوم حوله الغربان السوداء الآن ومن بين هذه الغربان تلك التي رعتها وغذتها وسمنتها الإدارة الأمريكية والغرب عموماً والتي شاهدنا بعضها في انطاليا بتركيا وفي بروكسل.عندما سمعنا بعض الأصوات التي تشير إلى أن سوريا وشعبها هو من "مكونات" عرقية وقومية ومذهبية وطائفية متعددة ومختلفة وهذه المواقف تذكرنا بمواقف المعارضة العراقية التي عقدت في لندن وذكرت أن العراق يتشكل من "مكونات" مختلفة منها الكروية والآشورية والتركمانية والصابئة وغيرها بالإضافة إلى التقسيم الطائفي ما بين شيعي وسني واستمرت هذه المعارضة العراقية في السير بهذا النهج الذي رسمته الإدارة الأمريكية والصهيونية بهدف إلغاء الهوية العربية عن العراق وبعد ذلك ركبت هذه المعارضة العراقية على ظهور الدبابات الأمريكية أو تسللت خلفها وتم غزو واحتلال العراق عام 2003 وتم تحقيق هذا المخطط الصهيوني – الأمريكي في مسح الهوية العربية عن العراق عندما وضع بمرير قانون العراق الجديد بمباركة ومشاركة العملاء والخونة الذين نصبهم هذا الحاكم الأمريكي بعد الاحتلال وأقر هذا القانون "بأن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية" أي أن العراق وهو من المؤسسين للجامعة العربية ليس عربياً!!الآن يتكرر هذا المشهد وهذا السيناريو بواسطة ما يسمى المعارضة السورية في الخارج ويؤكد هؤلاء ما أكده قبلهم العملاء والخونة في العراق بأن سوريا تتشكل من "مكونات" وهم بذلك يريدون مسح هوية سوريا العربية كما حدث للعراق.لهذا نقول ونكرر للنظام السوري حان الوقت لإجراء هذه الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري فوراً قبل أن تمتد يد هذه الغربان نحو سوريا الشقيقة وتنال من عروبتها وقوميتها لأن عروبة سوريا أولاً.