17 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتخابات البلدية في لبنان..فرصة للتغيير

08 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يبدأ اللبنانيون اليوم (الأحد) الاقتراع للانتخابات البلدية والاختيارية. المحطة الأولى ستكون في العاصمة بيروت ومحافظة البقاع، على أن تشمل بقية المحافظات في الأسابيع القادمة. من المعروف أن الانتخابات البلدية والاختيارية أيًا كانت نتائجها فلن يكون لها تأثير كبير على الحياة السياسية. فالفائزون في الانتخابات يقتصر دورهم على الاهتمام بأمور أبناء مناطقهم وأحيائهم وقراهم، دون أي دور في لعبة التوازن السياسي. كما أن العامل العائلي والعشائري يؤثر في نتائج هذه الانتخابات بشكل كبير، لكن ذلك لا ينفي أن للانتخابات انعكاسا معنويا على القوى التي ستخوضها، وستعطي مؤشرًا لقوة كل فريق ومتانة قواعده الشعبية. الانتخابات البلدية والاختيارية تأتي بعد غيبة طالت أكثر من ست سنوات، تغيرت خلالها الكثير من الأمور، وتغيرت معها مواقف وتوجهات الكثير من اللبنانيين. فمن حقق في الانتخابات السابقة نصرًا ساحقًا ليس بالضرورة أن يحققه هذه المرة. بل إن كثيرين يراهنون على أن هذه الانتخابات ستحمل نتائجها مفاجآت غير محسوبة، وأن التغيّر بالمزاج الشعبي سيفوق التوقعات. أمام اللبنانيون فرصة كي يثبتوا لأنفسهم والعالم أن بقاء الطبقة السياسية ليس قدرًا محتومًا لا فرار منه، بل خيار بإمكان اللبنانيين تغييره واستبداله بوسيلة بسيطة سلمية، هي ورقة صغيرة يضعونها في صندوق الاقتراع. الانتخابات البلدية فرصة للبنانيين لتجديد طبقتهم السياسية، أو على الأقل رفع البطاقة الحمراء بوجهها، وإنذارها أن صبر اللبنانيين كاد ينفد، وأن الاستمرار على هذه الحال سيدفع للتفكير بالبدائل. أما بالنسبة للقوى والأحزاب السياسية التي عجزت في السابق عن تغيير الخريطة السياسية، وتعتبر أنها تستحق حضورًا سياسيًا أكبر مما هي عليه، فعليها أن تستغل الانتخابات البلدية لتقديم أداء مختلف وغير معهود، أداء تتميز فيه عن المحادل الطائفية التي جرفت بطريقها الصالح والنظيف. قبل ذلك، على هذه القوى أن تبحث عن أجوبة لبعض الأسئلة: ما الغاية من المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية؟ حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد، أم إثبات الوجود والقوة والقاعدة الشعبية بين اللبنانيين، أم التوصل إلى صيغة توافقية تقي اللبنانيين معركة انتخابية ربما تكون حامية؟ الإجابة على هذا السؤال هي التي تحدد المسار الذي عليها أن تتخذه. فهل تقبل بالحصة التي يحددها لها الآخرون أم تخوض الانتخابات بناء على ما تعتقده حقها ولو خاضتها منفردة. السؤال الثاني: هل تم الاستناد إلى مؤشرات أو إحصاءات تشير إلى المزاج الشعبي؟ هل تم لمس حالة الغضب والاحتقان والنقمة التي تشعر بها شريحة واسعة من اللبنانيين تجاه اللوائح التي تسقط عليهم "بالبراشوت"؟ والتي يُطلب منهم أن يغمضوا أعينهم، ويقفلوا آذانهم، ويطمسوا ذكريات أليمة من ذاكرتهم، وأن يغيّبوا عقولهم، وأن يلتزموا بانتخاب أسماء لايعرفون أصحابها؟ هل فعلًا حجم القوى السياسية يُقاس بناء على عدد المقاعد التي تنالها، ألا يقرّ الجميع بحيثيات شعبية وسياسية لشخصيات وازنة لم تستطع الفوز بمقعد نيابي واحد، لكنها رغم ذلك تحتفظ بوجودها على الأرض، ويدرك الآخرون حجمها ولا يتجرأون على تجاوزها أو إهمالها؟ ربما يكون هناك تطابق في المواقف السياسية مع قوى أخرى، لكن أليس من الأفضل التمايز عن الآخرين، وإبراز موقف مستقل ومختلف، أو على الأقل عدم الغرق بموقف الآخرين؟ هل خطر على بال أحد أن يكون الحصان البديل الذي تبحث عنه شريحة واسعة من اللبنانيين، ممن سئموا النفاق والكذب والسرقة والمتاجرة بأصواتهم والتفريط بمصالحهم، وهم يبحثون عن البدائل فلا يجدون؟ ربما يؤدي ذلك لعدم الفوز بأي مقعد بلدي أو اختياري، لكن ألا يؤسس ذلك للمستقبل في بناء قاعدة شعبية مستقلة ومتماسكة مبنية على مشروع سياسي وإنمائي واضح، عنوانه الشفافية ونظافة الكف؟