17 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يريد البعض للمرأة أن تتجنن ؟

08 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كانت النساء العربيات قديما لا يكشفن عن شعورهن إلا إذا أيقن بهزيمة قومهن في الحروب، حتى يتسنى لهن الهروب آمنات من سبي الأعداء، لأن الحرائر لا تفعل هذا، إنما هذا شأن الإماء.وكان من عادة أهل الشام إلى عهد قريب أن المرأة إذا خرجت إلى الشارع والأماكن العامة بدون غطاء الرأس، وكشفت شعرها، قالوا عنها: فلانة تجننت. ذلك لأن العرف عندهم كان قد استقر على أن المجنونة وحدها – دون سائر النساء - هي من تفعل هكذا.أذكر هذا إزاء الهجمة الشرسة على الاحتشام، والحجاب، والدعوة إلى خلعه، وتشويه صورة المحجبات، في مشهد همجي يتخطى كل الدساتير والأعراف الدولية التي كفلت للإنسان حرية الزي الذي يلبسه، كما يتعدى الشرائع السماوية التي ألزمت المرأة بالستر والاحتشام، فهل يريد أصحاب هذه الدعوات للمرأة أن تتجنن، على رواية أهل الشام؟وفي الوقت الذي يهاجم فيه الحجاب جهارا نهارا في ديار المسلمين وفي بلد الأزهر، تظهر امرأة مسلمة بحجابها على إحدى القنوات الأمريكية، كما يعترض أحد الساسة الأوربيين على مشروع قرار في بلاده لتجريم غطاء الرأس، ويعلل رفضه هذا: بأن الثقافة الدينية المسيحية أبقت على صورة مريم بنت عمران رمز الطهر والعفاف بغطاء الرأس، ولم تظهر لها صورة على خلاف ذلك، فلا يليق تجريمه وإلا وقعنا في تناقض، إنه أيضا يتماشى مع العقل والمنطق حتى لا يكون تجريم غطاء الرأس جنونا بمفهوم أهل الشام.وحين وقفت على أسماء الداعيات إلى خلع الحجاب فلم أجد واحدة منهن متحجبة، أو كانت يوما ما متحجبة فأضرها الحجاب أو آذاها فدعت إلى خلعه، وفي ظل الحريات العامة، والحريات الشخصية اعتبر تمردهن وتطاولهن على الحجاب من باب الحرية الشخصية التي كفلها القانون والدستور، وعلى كل حال فهن وما اخترن لأنفسهن، ولكن ماذا لو دعت بعض النساء إلى إقامة مهرجان أو احتفالية أو مسيرة تدعو إلى الحجاب والاحتشام وستر الرؤوس، هل سيعد ذلك أيضا من باب الحريات، أم سيكون هذا السلوك تطرفا وتشددا، بل ربما يقال عنه إرهابا، أم سيقال: عنه إنه جنون ولكنه غير الجنون الذي عناه أهل الشام؟وأنا لا أدافع عن الحجاب غير مقرون بالأخلاق والسلوك، حتى لا يقول المتعللون الرافضون للحجاب: إن بعض المتحجبات يصدر عنهن بعض السلوكيات الخاطئة، فهذا خطأ في السلوك يحتاج إلى تقويم، ولكن في المقابل أيضا على صاحبات الخلق الكريم والسلوك القويم ألا يكتفين بذلك عوضا عن الحجاب، بل لا بد من إتمام هذا السلوك القويم بستر البدن وتغطية الرأس، لتكتمل الصورة الصحيحة للمسلمة التي تنشدها شريعة الإسلام، وكذلك حتى تبرأ من الجنون على مذهب أهل الشام.ادعت بعض الناقمات على الحجاب بأن الحجاب سبب التخلف والتراجع في بلادنا العربية والإسلامية دون أي سند علمي، على اعتبار أنهن لا ينطقن عن الهوى، أو أنهن يوحى إليهن، ولكن الواقع يدحض هذه الفرية، والذي يشهد بوجود الآلاف من الرائدات المتحجبات في سائر العلوم والمجالات، في الجامعات والمعامل والمراكز البحثية وغيرها، ولم يكن الحجاب يوما ما حائلا بينهن وبين التفوق والتقدم، وخدمة أوطانهن، والمساهمة في مسيرة النهضة العربية والإسلامية، وقد وقاهن الله من حالة الجنون على المذهب الشامي، وثبت عليهن عقولهن في رؤوسهن، وغطاءهن على رؤوسهن.وقد أتفهم أن توجد امرأة متغربة أو متمركسة ناقمة على الاحتشام، متشنجة تجاه الحجاب لا يكفيها أن تلبس كما تشاء، بل تدعوها الحماسة والتعصب لهواها إلى مليونية لخلع الحجاب، قد أتفهم ذلك بعض التفهم من قبيل التنفيس عما يدور فى خلجات النفس، ولكن الذي لا أفهمه أن يدعو رجل إلى مليونية لخلع الحجاب، أي مليونية الجنون بالمفهوم الشامي السابق، فهل سيتقدم النساء ليخلع الحجاب هو أيضا باعتباره الداعي والقدوة، في مشهد يعيدنا إلى عام 1919م حيث كانت بدايات السفور وكشف المستور؟