11 سبتمبر 2025
تسجيلنعيش في زمن يسوده التقدّم التكنولوجي السريع الوتيرة، ما يدفعنا دومًا إلى التساؤل حول مخاطر التكنولوجيا مقابل مزاياها. ولكن الأزمات كتلك التي تعصف بعالمنا اليوم، هي فرصة ذهبية لتبرهن فيها التكنولوجيا والاستشارات الخاصة بالأزمات عمومًا، الدور الحيوي الذي تقدر أن تضطلع به. ففي وقت تحوّل فيه انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) من حالة صحيّة عالمية طارئة إلى جائحة، اتّخذت حكومة دولة قطر إجراءات عدّة لاحتواء تفشيه من جهة، وحماية المواطنين والشركات من تداعياته الصحية والاقتصادية من جهة أخرى. أدّى ذلك إلى اعتماد الجهات الحكومية على التكنولوجيا إلى حدّ كبير لتفعيل هذه الإجراءات وتمكينها من المساعدة في مكافحة تفشي الفيروس. كما حظيت الابتكارات التكنولوجية بترحيب من جانب الشركات والمواطنين على السواء في وقت تهيمن فيه إجراءات العزل الاجتماعي القسري والعمل عن بعد. وفي الواقع، عديدة هي الوسائل التي يتمّ من خلالها استخدام التكنولوجيا في الوقت الراهن في قطر في إطار المساعي للتعامل مع فيروس كورونا المستجد: • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعميم آخر المستجدات ودحض الشائعات - إلى جانب الخطوط الساخنة التقليدية، لجأت الجهات الحكومية في قطر إلى زيادة استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المفيدة وتوعية المواطنين والمقيمين بشأن الإجراءات المتخذة والإرشادات لمكافحة انتشار الفيروس في الدولة. كما تُبذل جهود للحدّ من انتشار المعلومات المغلوطة على منصات التواصل الاجتماعي. • تشجيع العملاء على استخدام خدمات الهاتف الجوّال والمنصات الرقمية - أطلقت الشركات في قطر حملات تواصل عبر التطبيقات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية لحثّ عملائها على استخدام خدمات الهاتف الجوّال وتجنّب التعرّض للعدوى. وتشمل هذه الخدمات الهاتف الجوّال هذه خدمات الحكومة الإلكترونية من خلال تطبيق مطراش، والعمليات المصرفية عبر التطبيقات المصرفية والبوابات الإلكترونية، وخدمات الاتصالات للبطاقات المسبقة الدفع وإدارة العقود، وخدمات التموين والبقالة عبر منصة إدارة الطلبات والتوصيل. • تشجيع اعتماد التعلّم الإلكتروني وبرمجيات تواصل المجموعات في الوقت الحقيقي في قطاع التعليم - أعلنت وزارة التعليم والتعليم العالي عن استخدام تطبيقات مايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams) ونظام إدارة التعلّم من أجل تمكين المدارس والمؤسسات التعليمية من التفاعل مع الطلّاب والأهل وتزويدهم بالمحتوى الرقمي لضمان سلاسة العملية التعليمية في ظل الأزمة التي نعيشها اليوم. • تطوير مجموعة من قنوات الحصول على خدمات الرعاية الصحية عن بُعد - تمّ تطوير قنوات للحصول على خدمات الرعاية الصحية عن بُعد في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية بقيادة وزارة الصحة العامة وبالتعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات وغيرها من الجهات الحكومية ومزوّدي الحلول الرقمية. تحرص خدمات الرعاية الصحية الافتراضية الجديدة على سلامة أصحاب العلاقة عبر تمكين المرضى من الحصول على الاستشارات الطبية عبر اللقاء افتراضيًا مع مزوّدي خدمات الرعاية الصحية، وعبر خدمة توصيل الأدوية إلى أماكن الإقامة. • تعزيز سبل العمل عن بعد لجميع الموظفين حيثما أمكن - شهدت دولة قطر ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الموظفين الذين يعملون عن بعد تماشيًا مع إرشادات العزل الاجتماعي. وتمامًا مثل شركة كي بي إم جي، طلبت شركات خاصة عديدة من موظفيها العمل عن بعد والاستفادة من مجموعة كبيرة من الممكنات الرقمية التي تسهّل التعاون والإنتاجية على أساس يومي. يُذكر أنّه تمّ إعطاء تعليمات لثمانين في المائة من الموظفين الحكوميين للعمل من منازلهم باستخدام الحلول الرقمية للعمل والتعاون عن بُعد التي فعّلتها وزارة المواصلات والاتصالات. • تعزيز فعالية العمل من المنزل عبر تحسين خدمات الاتصال - ساهمت شركات اتصالات رائدة مثل أوريدو وفودافون في المساعي الحكومية الرامية إلى ضمان سلامة الأشخاص عبر تعزيز قدرات البنية التحتية القائمة حرصًا على تحسين اتصال وربط الجميع أثناء العمل من المنزل، عبر التركيز على مضاعفة سرعة الإنترنت من دون فرض أيّ رسوم إضافية. في الختام، تتمثّل إحدى العبر التي يمكننا استخلاصها في أن نتذكر من جديد أنّنا كقطاعات ومجتمعات ومواطنين عالميين نعمل معًا في فترات الأزمات لإيجاد حلول، وهذه المرّة يسير البشر والتكنولوجيا يدًا بيد لتحقيق المصلحة العامة. شريك استشاري رقمي شركة KPMG