13 سبتمبر 2025
تسجيلتعلم كيف تجدها حتى تحافظ عليها روضة مبارك العامري في داخل الأصداف توجد اللآلئ، ولولا حبات الرمل التي تتعرض لها تلك الأصداف لما خرجت لنا بأجمل لآلئ البحر. ترتبط قصة الغوص للبحث عن اللؤلؤ على تراث حضاري للعديد من الشعوب، وقد تختلف تلك القصص التي تتحدث عن الأجداد في الماضي، وما قد تركوه من إرث مادي وغير مادي للأجيال التي تليهم، ليصبحوا بذلك أبطالا تحتفل تلك الأجيال أحيانا بما قد سطره أجدادهم من عبارات تاريخية، تروي شجاعة الأجداد وتضحياتهم، وتتشكل تلك الاحتفالات بالمحافظة على ذلك الإرث وتداوله كرمز لذلك الجيل لكي يتوارثه أبناؤهم، ويحافظوا عليه بالشكل الذي يرونه مناسبا. من منظور آخر قد يرى البعض إرث الأجداد من زاوية اقل حدة، مثل العائلة سواء اسمها، أو مميزاتها وما قدمته لوطنها، وافرادها. يسمى العمل من قديم الأزل فيما يحافظ على تلك المميزات والإرث سواء كان ماديا أو غير مادي بالاستدامة، فما نحافظ عليه نحن الآن بصفتنا جزءا من التاريخ غدا، هو إرث لأبنائنا سواء كان لفظيا أو غير لفظي، يعتمد ذلك الإرث في جودته على مدى ما نقدمه الآن من جهود للحفاظ عليه. ما يجعل الحياة تزدان في بريقها، ويسعد من بها من البشر هو استعداد الأرض التي يعيشون عليها لاستضافتهم، فإن ضاقت أو شحت في مواردها، أدى ذلك لتوجه الشعوب كل حسب موقعه الجغرافي، وعاداته في أن يقتات ويتعايش، قد يعيش البعض على حد المتاح للاستهلاك لديه، وقد يتطور ذلك التوجه لدى البعض الآخر من الشعوب للاستيلاء على جهد الشعوب الأخرى. وهذا الأخير يولد مشاعر سلبية كونه قد ينافي المشاعر الطيبة الآمنة في نفوس الشعوب المستقلة بعملها منذ البداية. مما يؤدي لنشوب أجواء غير مستحبة قد تودي لخسارة مادية، وبشرية. كان وما زال ذلك الإنسان محور ازدهار كل شعب سواء كان شعبا بسيطا يقتات خيرات البحر، ام شعبا متطورا باستخدامه أنظمة جديدة على أقرانه من الشعوب الاخرى، ففي كلتا الحالتين يمثل ما تقوم به الشعوب من جودة عمل واجتهاد عاملا يميزها عن اقرانها. وحين يحاول شخص أو جماعة أو شعب آخر الاستيلاء كما تطرقنا سابقا على ذلك الجهد الذي قد يتسم بالبساطة أو الجودة، قد يربك الشعور بالاطمئنان، ولا يتعدى تأثيره على تلك الشعوب الأخرى مسألة وقت. لأنها عاجلا أم آجلا ستتحرك لإجلاء ذلك المستبد أياً كان حجمه بعيداً عن أرضها. وهنا تجد نوعا آخر من الإرث، وهو ما يسمى بالفوز والشعور بالاستقلال الذي يدفع كل شعب إلى أن يجعل له يوما سنويا يمجد به ما قد أنجزه آخرون من نفس الأرض التي نشأ عليها منذ البداية، وحاول آخرون الاستيلاء عليها دون وجه حق. يزداد الاحساس بالفخر ارتباط الماضي بالحاضر، أي حين يستمر الشعب في الحفاظ على ذلك الإرث، بل وتطوير العمل على مستواه المهني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي للأفضل. وفي حال غلب عليه طابع التشويه من قبل اي متغيرات ثقافية، أدى ذلك لتعطيل الكثير من طاقاته التي تستمد قوة عطائها منه، فتضطر لإصلاح ما يحتاج الإصلاح عبثا تحاول التطور إن ابتعدت عن ماهيتها وتراثها، قد أدى عمل الأجداد في بحثهم عن اللؤلؤ إلى الحاجة المادية المرتكزة على ما لديهم من مصدر لا يوجد في غيرهم من الشعوب، وعليه كل شعب يركز على ما يؤدي إلى تميزه وتفرده، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ما ينطبق على الدول قد ينطبق أحيانا على الافراد، بالتركيز تجد مرادك في الحياة فقد تجده في رفاهية اجتماعية تحاول إيجادها لشخصك وعائلتك، وتركز على مهنة أو مشروع يرد عليك بالخير، وبذلك انت حققت بالتركيز على الأصداف التي بها اللؤلؤة التي تريد. من هنا تجد ان لكل شخص لؤلؤة يبحث عنها بين الاصداف، وفي حال استسلمت للظروف لعدم توفر اللؤلؤة في الأصداف التي اجتهدت بجمعها تذكر أن عامل الإصرار هو العامل المساعد بعد التركيز وعليه ستجد اللآلئ التي تثري فضاء الحياة لديك، وتميزك وتجعلك منفردا، وفي حال وجدتها حافظ عليها، ففيها تستمد تميزا وجمالا.