26 أكتوبر 2025
تسجيللماذا توقف قطار البعض عن الاستمرار في تغذية واقعنا الإبداعي. من يعيد عقارب الساعة إلى الوراء سنوات وسنوات يكتشف كيف كان الاندفاع من قبل الجميع لإثبات الذات وإشباع الغرور الذاتي، ومع أن الأمر لم يكن سهلاً أو ميسوراً فإن الرعيل قد تخطى كل الحواجز والسدود، من يقرأ مثلاً الأعداد الأولى لمجلة العروبة والإصدار الأول لجريدة العرب ولاحقاً عدداً آخر من الإصدارات، يكتشف أن الساحة السردية كانت تغذي الذاكرة بعدد وافر من المبدعين والمبدعات، نعم هناك قصور فيما بعد، فلا اهتمام جدياً من قبل الكيانات الرسمية، ولا دعم مادياً أو معنوياً، مع أن الرعيل الأول قد تحمل وزر التأسيس بدون مقابل سوى الإيمان بأن الواجب يحتم على الجميع الإسهام في هذا الإطار، السؤال المهم أين هم الآن؟ أين الرعيل الثاني من أمثال ظافر الهرمسي الهاجري؟ أين مثلاً لولوة خلف البنعلي، نعرف غياب أسماء بارزة في مجال السرد مثل فاطمة التركي "سارة – أم أكثم" ونعرف غياب شعاع خليفة.. ولكن لماذا غياب ناصر الهلابي ومحسن الهاجري وأحمد مفتاح وراشد الشيب.. وكانوا ضيوفاً دائمين على حلقات الصالون الثقافي. هل أخذتهم أسباب المعيشة. أم فقدوا إيمانهم بذواتهم.الوحيد الذي يواصل العطاء هو الصديق جمال فايز. أين مثلاً الكاتبة ميّ سالم، بل أين الكاتبة فاطمة خلفان الكواري، أسماء عدة ساهمت ذات يوم في حراكنا الإبداعي، أين مثلاً صيتة العذبة التي قدمت ذات يوم مجموعتها القصصية "النوافذ السبع"، كما لم تكمل فاطمة خلفان مشوار الإبداع بعد مجموعتها القصصية الأولى "بداية أخرى" أعتذر إذا لم أطرح العديد من الأسماء، وهذا ليس قصوراً منهم ولكن قصور مني، لأن الأعمال التي وصلت إليَّ وقرأتها حاولت أن أتذكر مبدعيها، هذا لا يعني أن الساحة خالية. هناك الآن الدكتورة أمينة العمادي وهناك الكاتبة حنان الشرشني، ولكن ما يزعجني أين الرعيل الأول؟ وأين الجيل الثاني من رواد صالون نادي الجسرة الثقافي. رحم الله الشاعر الكبير معروف رفيق والشاعر حسن توفيق وجميل أبوصبيح وعبدالله الحامدي وعدداً آخر من رواد الصالون الذين أثروا الصالون الثقافي. وساهموا في دفع هؤلاء الشباب لإبراز طاقاتهم الإبداعية، ما أحوجنا إلى إبداعات كل الأجيال، ذلك أن الغث مع الأسف قد زاد على السمين في هذه السنوات، وبرز على السطح مع الأسف بعض الأقلام الطفيلية، نأمل ونتمنى عودة الطيور المهاجرة مرة أخرى!