20 سبتمبر 2025
تسجيلفي فاتحة الكتاب نردد في اليوم مرات عديدة آية الهداية التي نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم أو الضالين.. والمفسرون ذهبوا الى أن المغضوب عليهم هم اليهود، الذين كانوا قبل بعثة الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يأملون بل ويبحثون في كثير من المناطق عن النبي المنتظر الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل.. كانوا على علم بخبر هذا النبي الأحمد ُ الذي سيخرج في جزيرة العرب، ولكن لم يكونوا على دراية بالنسب وما إن كان هذا الأحمد عربياً أم من اليهود أم غيرهم.. كانوا يأملون أن يكون نبي آخر الزمان منهم، وكانوا أهل علم ودراية، يفوقون الأميين العرب في الجزيرة، الذين أفنوا أعمارهم في حروب أو تجارة، وكان القليلون منهم من يقرأ ويسأل ويتفكر في أمور الأديان والرسالات والأنبياء، على عكس اليهود آنذاك. ظهر النبي الموعود أخيراً، ولكن ليس من نسل يعقوب عليه السلام، كما كانوا يتمنون ويرغبون، ولكن من بني هاشم من نسل النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهم جميعاً وعلى رسولنا الكريم أفضل الصلاة وأزكى التسليم.لقد أدرك وعرف اليهود معنى أن يكون النبي الجديد من غير اليهود، وبالتالي فإنهم على موعـد مع عداوة طويلة لا تنتهي.. فلقد كان مكتوباً عندهم في التوراة أن نبي آخر الزمان اسمه أحمد، وأنه سيكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وستحدث أمور، وستقع وقائع عظيمة مع ظهوره، منها أن اليهود لن يكونوا بعد اليوم شعب الله المختار كما كانوا يزعمون من قديم، وسيكونون شعباً محتاراً، وإن سكنوا وهدأوا حيناً من الدهر، طال أم قصر، إلا أنهم يدركون تمام الإدراك أن المسألة مؤقتة، حتى لو التف حولهم وساندهم من ساندهم من الإنس والجن.. ولهذا قرروا معاداة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من البداية، ومعاداة كل من سيكون على دينه ومنهجه صلى الله عليه وسلم.. ولكن لماذا العداوة؟ هذا حديثنا بالغد إن شاء الله.