15 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الفساد والضمير

08 أبريل 2013

•على خريطة عالمنا العربي الوسيع كثيراً ما قرأت عن الذين ينهبون ولا يخجلون ويتربحون ولا يشبعون، ويمدون أياديهم إلى المال العام ليسفوه سفاً دون أن ترمش عيونهم أو يصابوا بقلق، يتنوع الفساد حسب مكانه وموقعه، مناقصات يرسو عطاؤها على من يريد الفاسدون نظير نسبة (سمينة) تصل جيوبهم، مجاملات الفساد (شيلني واشيلك) بقروض من البنوك، ومزادات الأراضي، والسطو على ممتلكات الغير بالقوة والتهديد، على صعيد العمل سفرات لا عدد لها، منها الضروري لمصلحة العمل، ومنها ما لا حاجة للعمل به أصلاً، وطبعاً (الحسابة بتحسب) بدلات سفر، وإقامة، واضرب البدل في مدة السفرة ليخرج الناتج ما شاء الله اللهم لا حسد، ويكثر مع الطقس المغبر التحايل للتكسب من خيرات الوظيفة وسلطاتها، بتعيينات مساعدين للنهب العام من أقارب، وجيران، وأصهار، ونسايب لتسهيل ابتلاع المطلوب ابتلاعه في حماية النبلاء الذين يرون السرقات ويغمضون عيونهم، لأن نصيبهم من الغنيمة سيصلهم وفوقه (بوسة) يتربح الفساد من اختراع (سبوبة) اسمها تطوير وتنظيم، وإعادة هيكلة، بمبالغ هائلة دون رقيب أو حسيب، (بلاوي)الفساد لا يمكن حصرها ولا تصورها وكلها تمت في غياب المراقبة، والشفافية، والمحاسبة، والمتابعة، أصبح من الصعب جداً أن تفتح جريدة أو تتابع أخبار الخريطة العربية، خاصة بلاد الربيع العربي إلا وتصطدم بقضايا فساد يشيب لها الولدان، ولعل ما يحدث الآن من حرائق مروعة للمحاكم وقصور العدالة في مصر ما هو إلا محاولة مستميتة لطمس ملفات قضايا الفساد بالإحراق، ولقد التهمت النيران بالفعل 90% من الملفات المهمة، بينها قضايا الألتراس، وقذاف الدم، وأحداث المقطم، والتحرير، والقدر وحده أنقذ ملفات المخلوع مبارك من الحرق بمحكمة جنوب القاهرة! طقس أسود أفسد كل شيء، وشفافية مقتولة، ولا ندري كيف يمكن محاصرة الفساد المالي والإداري، بينما هو يتكاثر كالفطر، ويجد من يحميه حتى بالبلطجية الذين يستبيحون حرق قلب الوطن كل يوم، قد لا يعرف المتربحون الفاسدون المأجورون ألا جريمة تسقط بالتقادم والفساد محكوم عليه بالإعدام مهما توحشت مخالبه وان غداً لناظره قريب. •الحديث عن الفساد قد يظهر ضده، قد يشق سواد الفساد بياض الصلاح، وتمر الأمثلة التي تؤكد أن الضمير مازال فينا حياً يرزق، قرأت عن حادثة مأمور قسم شبرا الذي قايضه (حرامية) الآثار بالتغطية عليهم وتسهيل مهمة استخراج الآثار، والتعهد بحمايتهم نظير رشوة بـ (2 مليون جنيه) رفضها المأمور الشهم وقبض عليهم وهم الآن قيد التحقيق، وسمعت عن مدير فاضل في لقطة استثنائية شطب اسمه من كشف المكافآت لأنه يرى بعين الحق أنه لا يدخل ضمن مستحقي المكافأة، لأنه منتدب وتصله كل استحقاقاته من عمله الأصلي، هذان مثلان يطمئنان أن الدين بخير، والأخلاق بخير، والضمير بخير، والشفافية بخير، والإنسان على الأرض بخير مهما زاد سواد الفساد وتألمنا لطغيانه. •إلى لجنة حقوق الإنسان.. مع التحية •من يسمع موظفاً حجز كفيله (جواز سفره) ولم يسمح له بالسفر ليودع والدته التي تحتضر؟ من يقدر أوجاع إنسان مغترب ظل يرجو كفيله مرات ليوافق على سفره بينما كفيله يرفض حتى ماتت الغالية دون أن يودعها ولدها أو يحضر جنازتها أو يأخذ عزاءها؟ •من يسمع أوجاع مدرسات يعملن بمدارس خاصة بثلاثة آلاف ريال، وأحياناً بألفين ونصف، رغم ما يجنيه أصحاب المدارس من مصاريف دراسية باهظة وإذا ما طلبن (نقل كفالة) لفرصة أفضل رفضت تلك الإدارة بقرار قاطع يقول إما الاستمرار أو التسفير! أليس هذا استغلالاً لا يليق بظروف الناس الصعبة واحتياجهم؟ متى ينتهي مسلسل إذلال نقل الكفالة؟ •بعض المسؤولين قالوا لي لا ننقل الكفالة لأننا دربنا، وعلمنا، وتعبنا مع موظفينا ثم بعد كل ما قدمنا يطلبون (نقل كفالة)؟ إذن هناك حل آخر يا سادة ارفعوا مرتباتهم قدر قيمتهم في سوق العمل أو أطلقوا سراحهم هذا هو العدل الذي يجب أن يسود. •طبقات فوق الهمس •الكلمة الطيبة مفتاحك الذي إن أضعته فعبثا تستطيع ولوج أي قلب. •الذي يقدر آلام الناس هو الحاصل دوماً على وسام الاستحقاق الرفيع للقب إنسان. •حاول أن تتبادل موقعك مع الناس علك تستشعر أوجاعهم. •يا ريت تصدق أن من قال لك.. قال عليك. •البعض لا يحفل بالطوب تحت قدميه لأنه مشغول بالشمس البازغة في الأفق. •قال لنا الشاعر زمان.. كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.. فهل فعلنا؟