01 نوفمبر 2025

تسجيل

قبل أن يختطف كرسي الرئاسة المصري

08 أبريل 2012

يجذبنا الأخوة المصريون إلى عشق بلادهم أرض الكنانة وموطن التاريخ حتى لنزورها غالباً وبدون سبب سوى إنها مصر بنكهتها العتيقة وزحمة شوارعها وطبيعة الناس في مجتمعها الذي يحتوي كل زائر إليه سريعاً حتى ليشعر وكأنه واحد من أبناء النيل فيتحدث بلهجتهم ويشاطرهم الهموم والاهتمامات ولا ريب فهي مصر ألتي قال الله تعالى بشأنها في كتابه الكريم " ادخلوا مصر أن شاء الله آمنين " , ومصر الآن على مفترق طرق تاريخية ومصيرية لتحديد هويتها ومستقبلها سواء بشأن صياغة دستور البلاد أو اختيار الرئيس القادم , فبواب العمارة ونادل القهوة الشعبية وكل مزارع وكل أستاذ في الجامعة ذكور وإناث شأنهم شأن الجماهير العربية ورؤساء الدول في العالم مهتمين بشأن هذا القادم إلى كرسي الرئاسة في بلد الثقل العربي , فمن سيكون الرئيس وما هي ميوله.. هذا هو الهم وهذا هو السؤال الكبير الملازم للجميع حيث بدت الأطراف تمحص وتدقق في سلوكيات المرشحين وتاريخهم وتكيل النعوت والمعرات لسيرهم فهذا جنسية والدته أمريكية ووالد السيد عمرو موسى تزوج بالفنانة راقية إبراهيم وذاك يحمل ازدواجية في الجنسية فكل الملفات الآن قابلة للفتح والنقاش والردود والتلاسن حولها رغم براعة القوى الفكرية والأحزاب المحركة لبوصلة الترشيح ونشاطها المحموم للاستحواذ على السلطة بعد الغياب الطويل وعقود سنوات التهميش والإقصاء التي لم تكن خالية أيضاً من المنافي والسجون ومهمات الاستخبارات القذرة , فالكرسي الآن غاب قوسين أو أدنى لكل منها ولو بالقيل والقال والنيل من الأخر للظفر بالمقعد الذي سيغير الهوية المصرية بالعودة بها إما إلى الوراء أو النهوض بالبلاد لتكون مصر المستقبل , ومع التنافس الرئاسي الشديد هناك نفتش نحن - المتابعين - في أجندات المرشحين وبرامجهم القادمة فلا نرى سوى التنافس دون إعلان للقيم الرئاسية والخطط المقترحة لايٍّ منهم عند تولي زمام الأمر للنهوض بمصر و الأخذ بها إلى حياض الدول الأكثر كفاءة في الإدارة وإحسان استغلال الموارد ورسم خطط الإنتاج ورفع مستوى معيشة الفرد وتطوير البحث والاستكشاف ومسح سحنة المعاناة والفقر والعوز بل وترميم الذات الخانعة المستبَدة " بفتح الباء " ليعود بمصر إلى سابق عهدها من الحضور والعزة والإنتاج , ولكن ما نشاهده من الصفقات والتباري العلني بالألقاب وكشف للأوراق بين قوى المرشحين والاستبطان لمخططات قد تجر البلاد إلى محاور ومواجهات داخلية وخارجية فنقول جميعاً " كأنك يا أبو زيد ما غزيت " بل قد نترحم على أيام حسنى مبارك , ولمصر بالذات تجارب طويلة ومقارنات مفجعة مابين عهد الملكية وثورة " البكباشية " وحتى لا تتكرر المأساة ويبتلع الشعب طعوم الوعود فقط بالانسياق وراء الشعارات أو استغلال الفكر والميولات الدينية يجب أن يكون التمحيص أكثر دقة وان يرقى الوعي الانتخابي إلى أعلى درجته فالمعركة الانتخابية ساخنة لبعض الأحزاب " الأخوان " لتحقيق طموحاتهم التاريخية حتى لو لم يكن لهم قاعدة جماهيرية عامة , كما أشير هنا إلى أن البعض من الأخوة المصريين بطيبتهم قد يُستغلون في هذا الجانب بل أن هناك ميول يتداول بين العامة أن " خلوها تعدي المرة دي عشان نضمن ريس بس , ولو هناك ما يزعج منه فبيننا ميدان التحرير " واعتقد أن مثل هذا الطرح الساذج لا يتوافق مع روح مصر وثقافة أهلها وخبراتهم ومراسهم السياسي والمؤسساتي الطويل ويجب أن يحسم الاختيار في حينه بتوجيه الثقة نحو الأصلح للمهمة فكراً وعدلاً لا أن تركن الأمور إلى المواجهات والامتعاضات والعودة إلى التحرير فتلك مرحلة وانتهت وجاء دور الحصاد لأولئك الذين بحت أصواتهم في التحرير وباتوا في عرائه في عز أشهر الشتاء أملا في التغيير فيحق لهم الآن أن يختاروا من يضيف لمصر مكانة فوق مكانتها لا أن يختطف مصر لمهمات حزبية .