11 سبتمبر 2025
تسجيلفي الثامن من مارس، حيث يتوقف العالم للاحتفاء بيوم المرأة العالمي، نجد أنفسنا أمام فرصة لإلقاء الضوء على نساء استثنائيات، خُضن غمار النضال وتصدرّن صفوف القيادة بكل شجاعة وإصرار. نتحدث هنا عن الشقيقتين: نساء سوريا، اللواتي حطمن جدران الخوف في وجه الظلم والطغيان، ونساء قطر، اللاتي وقفن جنباً إلى جنب في دعمهنّ ومساندتهنّ، مجسدات أروع صور التضامن والإنسانية. مشاركة المرأة في الثورة السورية لم تكن مجرد حضور رمزي، بل كانت حجر الأساس في مختلف الميادين؛ من الاحتجاجات السلمية إلى العمل الإغاثي والتعليمي، ومن النشاط السياسي إلى ريادة الأعمال تحت وطأة الحصار، كانت المرأة حاضرة، ترفع لواء الحرية والكرامة. نستذكر بإجلال نماذج من النضال والبطولة التي قدمتها المرأة السورية، وتأتي في مقدمتهن شهيدات سوريا وأمهات الشهداء والمعتقلين. فلا يمكن أن ننسى عالمة الفيزياء فاتن رجب، التي ما تزال في غياهب أقبية المخابرات لأكثر من عشر سنوات، والدكتورة رانية عباسي، بطلة سوريا في الشطرنج، التي اعتُقلت مع أسرتها بأكملها، والشهيدة رحاب علاوي، التي قضت تحت تعذيب أجهزة النظام. هؤلاء النساء وغيرهن كثيرات، سطرنّ أسماءهن في تاريخ الثورة السورية بحروف من نور. وأمام هذه الشجاعة النادرة، تعمد نظام الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية،استهداف النساء بالقتل والاعتقال والتهجير، إدراكاً منه بدور المرأة الجوهري في شحذ الهمم، وسعياً منه لكتم أصواتهن، واستخدامهن كرهائن للضغط على أهلهن وذويهن. لقد ذاقت المرأة السورية مختلف صنوف القمع على أيدي النظام الوحشي إلا أنها واجهته بعزيمة صلبة، وإصرار على الثورة والصمود في وجه الاستبداد. وفي خضم التحديات الجسام التي واجهها المجتمع السوري على مدار السنوات الماضية، تحملت المرأة أعباء ثقيلة للغاية. فمع تزايد عدد الأسر التي تعيلها نساء، أصبحت المرأة السورية ركناً أساسياً في الاقتصاد المحلي والعمود الفقري في مجال التربية والتعليم وسط ظروف بالغة التعقيد. وعلى الرغم من الألم الذي يعتصرهنّ، استطاعت النساء السوريات تحقيق قصص نجاح لافتة على المستويات الأكاديمية والعلمية والمهنية، مفاجئات العالم كل يوم بإنجاز جديد، سواء داخل سوريا أو خارجها. ولم تقف قطر مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في سوريا، حيث كان للمرأة القطرية دور فعّال في دعم أخواتهن السوريات، من خلال العمل الخيري، والمبادرات التي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والتعليمي للنازحين والمهجرين. وقامت دولة قطر بدور كبير في دعم التعليم في سوريا وتمكين المرأة من خلال المشاريع التنموية التي تساعدهن في ظل غياب المعيل، فكانت لها الأيادي البيضاء التي أسهمت في تحسين حياة الآلاف من النساء والفتيات في سوريا وحمايتهن من الجهل والمستقبل المجهول. إن دور المرأة القطرية في دعم القضية السورية جزء لا يتجزأ من دورها الحيوي في مختلف المجالات. إذ حققت نساء قطر، إنجازات متميزة في التعليم، السياسة، والعمل الاجتماعي، حتى أضحت المرأة القطرية نموذجاً يحتذى ومصدر فخر واعتزاز، بما وصلت إليه من انجازات مع الحفاظ على هويتهن العربية الأصيلة. لقد كانت دولة قطر من أوائل الدول في سنّ قوانين وتشريعات تكفل حقوق المرأة على كافة المستويات، وضعت تمكين المرأة ودعمها في صدارة أولوياتها، ما يعكس النهج الواضح للقيادة القطرية لدعم المرأة لتتبوأ المكانة اللائقة بها بوصفها شريكا ونموذجاً مشرفاً للريادة. وبهذه المناسبة، لا يفوتنا أن نبارك لسعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة، لفوزها بجائزة أفضل وزير في العالم. كما نقف بكل تقدير واعتزاز أمام المواقف الإنسانية والشجاعة لسعادة السيدة لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، خلال ما تمرّ به غزة من كارثة غير مسبوقة. ونثمنّ تصريحاتها، الأسبوع الماضي أمام مجلس حقوق الإنسان، التي دعت فيها إلى وقف الانتهاكات الصارخة للمدنيين بقطاع غزة كما دعت إلى إنهاء معاناة الشعب السوري.