30 سبتمبر 2025
تسجيلالاستثمار في الإنسان وما ادراك ما الانسان، هو الاستثمار الذهبي الذي تكسبه الأمم وكل الشعوب والمجتمعات هو أساس التقدم والتطور ونهضة المجتمعات، هو الذي اقام الحضارات وشيدها، وهو الذي من اجله تتنافس الشركات الكبرى لاستقطابه ولا يمكن ان تنهض امة او مجتمع الا بوجود كوادر بشرية، إذ لا يتصور أن يكون هناك نهوض أو تطور لأي دولة أو مجتمع، من دون كوادر بشرية قادرة ومؤهلة في مختلف المجالات، وعليها فقد أعطت الدول المتقدمة أولوية قصوى للإنسان، في عدة مجالات ابتداء من حرية نفسه الى تأهيله وتمكينه من كل العلوم والمعارف والمهارات التي تجعله لبنة وقاعدة اساسية في تطوير ذاته ومن حوله وعنصرا فعال في بناء حضارة دولته ومن هنا جاء ما يسمى بحرب استقطاب العقول التي تتسابق اليها الدول الغربية لاستقطاب اكبر قدر ممكن من العقول التي ستغير مسار العالم على كافة الاصعدة دون استثناء واهمها بناء الثورة التكنولوجية ولكن حديثي اليوم يتعلق بدور الموارد البشرية في استقطاب الثروة البشرية وتنميتها. قديماً كان دور الموارد البشرية قاصراً على جذب واستقطاب الموظفين والأيدي العاملة للمؤسسة، وأيضا ركزت على البناء المادي للإنسان وقواه العضلية وقدراته الجسمانية ثم انتقلت على التركيز بالاداء للمهام الذي كلف به دون ان يكون له دور في التفكير واتخاذ القرار، بينما حديثا أصبح دور الموارد البشرية أوسع وأشمل اذ انها تهتم بالثروة الحقيقية للمؤسسة والمنظمة ذاتها وهي الثروة البشرية والتي أصبحت تعتبر استثمارات حاضرة ومستقبلية ولأن العنصر البشري من أهم عناصر العمل والإنتاج لأنه المسؤول الأول عن عملية البناء والإعمار في المنظمة الاقتصادية فوجب على الموارد البشرية ان تهتم بالإنسان وتعترف بدوره واهميته ومدى تأثيره على المؤسسة وتغيرها (تنمية الافراد) من خلال الاستثمار في الموارد البشرية تحقق الدول والمؤسسات التقدم والنمو الاقتصادي والاجتماعي والتنموي وكل شكل من أشكال التقدم والتطور ولكن ماذا نعني بالاستثمار في الموارد البشرية؟ قبل ان نضع تعريفا لها سوف اشير الى ما ذكره الكاتب جون سي ماكسويل في كتابه المستويات الخمسة للقيادة وتحديدا عند تنمية الافراد وذكر "يستثمر القادة المميزون وقتهم وطاقتهم ومالهم وتفكيرهم لتنمية الاخرين ليصبحوا قادة، هم ينظرون الى كل شخص ويحاولون تقدير قدراته للنمو والقيادة بغض النظر عن لقب الفرد او منصبه او عمره او خبرته"، بالفعل الافراد في المؤسسة لابد ان تحرص الموارد البشرية في تنميتهم ومعرفة قدراتهم والسعي لادراجهم في قائمة التطوير والتعليم لأنه لا تنجح مؤسسة الا بقيام افرادها ولا تنمو الا بنمو افرادها. ويعرف الاستثمار في الموارد البشرية بأنه الإنفاق على تطوير قدرات ومواهب ومهارات الفرد على نحو يمكنه من زيادة كفاءته والتي يحصل عليها الفرد عن طريق نظم التعليم النظامية وغير النظامية والتدريب المستمر الذي يحتاجه الموظفون فكلما كان القائد او المسؤول حريصا على افراده نتج عن ذلك بيئة عمل صحية.