11 سبتمبر 2025
تسجيليعد علم الإدارة الحديثة من أكثر العلوم التصاقاً بالحياة الإنسانية، كونه يؤثر في كل نواحي الحياة ويستخدم في إدارة كل صغيرة وكبيرة فيها، إضافة إلى أنه يتأثر بكل ما يحدث في الحياة الإنسانية من تطورات في العلم والفن وفي الاقتصاد والاجتماع وفي السياسة والدين والإعلام والتعليم، لذلك فهو علم متجدد دائماً، وسريع التطور نتيجة حساسيته العالية لجميع مستجدات الحياة الإنسانية والاجتماعية . ولكن حين يقترن علم الإدارة بالإعلام وإدارة المؤسسات الإعلامية يصبح الأمر أكثر خطورة وفعلاً فلم يعد الإعلام مجرد رسالة أو ثقافة وفكر بل تطور في ظل المستجدات العلمية والتكنولوجية بل أصبح في ظل العملية الإعلامية صناعة للوعي بطريقة متقدمة ودقيقة في آن واحد. فمدير المؤسسة الإعلامية على سبيل المثال يحتاج إلى ثقافة علمية إدارية واسعة وإدراك لطبيعة الرسالة الإعلامية وأهدافها والوعي بمخاطرها ونتائجها حيث إن مهنة الإعلام تحتاج إلى أكثر من مهارة في حل مشكلات المؤسسات الصحفية والإعلامية، وهذا لن يأتي إلا من خلال التسلح بالعلم الإداري، فمن قواعد العلم الإداري الإعلامي المرونة في إصدار القرارات، وسرعة البديهة في حل المشكلات المتلاحقة والمتداخلة بين الأقسام الإدارية والفنية والتحريرية في المؤسسة الصحفية. ولضمان نجاح واستمرارية العمل لابد من تحقيق مبدأ الشفافية والنقاش بكل صراحة ووضوح عن معوقات العمل الإعلامي وإزالة العوائق البيروقراطية والروتينية بين المسؤولين والموظفين في التواصل والتعاون بين جميع الأقسام، وهو ما يؤدي إلى تعزيز قيم التكاتف والانتماء للمؤسسة بتضافر الجهود المشتركة وتنميتها. واشتراط التخصص الإعلامي عامل مهم جداً وحاسم في إدارة هذه المؤسسات والحصول على الشهادة الجامعية في اختصاص الإعلام والصحافة والعلوم الإنسانية إلزامي للذين يتولون مواقع الإدارة الإعلامية والصحفية، واعتماد مبدأ التدرج الوظيفي في تبوؤ المواقع القيادية. خاطرة ،،، عندما يشير واقعنا الحالي إلى تولي بعض القيادات غير الإعلامية والتي تفتقر للتخصص والمهنية إدارة مؤسسات إعلامية كبرى، أشبه كمن يعطي للنجار عمل الحداد، ففي النهاية سوف يخرج العمل للجمهور المتلقي ولكن على غير أصله كبيت مصفح بالحديد، ومادته الأولية والأساسية الخشب، تماماً مثل نتاج أعمالهم التي ستطفو على السطح وسيسهل اصطيادهم يوماً ما في الماء العكر وهو المحك الحقيقي لكيفية ممارسة العمل الإعلامي تحت الضغوط والمطالبات .