18 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة المترو

08 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما شهدته الدوحة خلال الأيام المنقضية، بخصوص إقامة مهرجان "الريل" المسرحي، ومعرض وفعاليات "فنون المترو"، إنما يؤشر إلى ثقافة جديدة بدأت تشيع في المجتمع القطري، وهي "ثقافة المترو"، واستغلال "سكة الحديد القطرية" في نشر الفنون بمختلف ألوانها الإبداعية، ما يعطي بريقا ثقافيا لهذا الشكل من وسائل المواصلات العامة، على نحو ما هو مأمول من هذه الشبكة العملاقة.ولم تكن هذه الثقافة لتشيع في المجتمع، لولا أن هناك من يقدّر قيمة الثقافة، ويفهمها على أنها تتجاوز التنظير، وتتعدى الغرف المغلقة، إلى ما هو أرحب وأعمق، بأن يتم تهيئة المجتمع للمعرفة، عبر ألوان الثقافة المختلفة، الأمر الذي تكون له انعكاساته المستقبلية، ليس على مستوى الفرد فقط، ولكن على مستوى المجتمع ككل، ليكون للثقافة القطرية حضورها أمام هذا التطور العمراني الذي تشهده قطر.ولا أدل على هذا، من المخزون الذي تتمتع به هذه الثقافة، ليكون زادا للمبدعين القطريين، يرتشفون من نهر إبداعه، وهم يبنون صرحا جديدا من صروح الدولة، متمثلا في سكك الحديد القطرية، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، الأمر الذي تتكامل معه البنى التحتية للدولة، وهي على أعتاب استحقاق دولي كبير في 2022، يتعدى شقه الرياضي، إلى ما هو أبعد وأعمق، بأن تكون للثقافة حضورها وقيمتها، انطلاقا من هذا الفهم الشامل لمفاهيمها ومضامينها.والواقع، فإن الفعاليات الثقافية والفنية الأخيرة، التي شهدتها الدوحة من مهرجان "الريل" المسرحي، و"فنون المترو" إنما يؤشر إلى معنى ثقافي عميق الدلالة، وخاصة حينما تتجاوز هذه الفعاليات المفهوم الآني للثقافة، دون حصرها في معنى ضيق، والخروج بها إلى معنى آخر أوسع وأشمل، ستكون له ما بعده من انعكاسات إيجابية على المشهد الثقافي بشكل عام، ليتحمل المبدع القطري مسؤوليته، بعدما تهيأت له كافة الإمكانات، ليبقى له القيام بدوره في ضخ منتج إبداعي، يتم تقديمه إلى المتلقي، لتكتمل معه المنظومة الثقافية، بأضلاعها الثلاثية، من مبدع ومنتج ومتلق، محققة الهدف من ورائها بإشاعة المعرفة والاستنارة في المجتمع.