17 سبتمبر 2025

تسجيل

في ذكرى التحرير " والله عزيزة يا كويت "

08 مارس 2015

عشنا جميعاً في منطقة الخليج تلك الأيام العصيبة والمشؤومة ابان غزو الكويت في 2 أغسطس 1990 م ، وهي من الأيام التي لا تنسى ولن تمحى من الذاكرة ، حيث لم تنعم الكويت وشعبها الأبي بالطمأنينة إلا بعد التحرير في 24 فبراير 1991 م ، وحينها عمت الفرحة في كل البلدان العربية ومنها دولة قطر التي أقامت " عرضات القبائل " في شتى أنحاء البلاد ابتهاجاً بهذه المناسبة العزيزة على كل أهل الخليج. لا نريد العود إلى تذكر تلك الايام الأليمة التي عشناها جميعا بمرارتها وقسوتها ، ولكن الدرس الوحيد الذي تعلمناه من هذه الازمة التي عصفت بالكويت والخليج في تلك الفترة انه كان مثالا حيا في الوحدة والتعاون بين كل شعوب المنطقة صغارا وكبارا ، رجالا ونساء ، حيث أظهر أبناء وبنات الخليج حبهم لشعب الكويت الشقيق الذي كان يكابد المرارة في محنته بعد غدر تعرض له من أحد جيرانه وبدون سابق انذار.هذه الأزمة علمتنا العديد من الدروس غير الدرس الأول والأهم الذي ذكرناه انفا ، ومنها أيضا :- ان الجار أو الصديق ليس له أي أمان سواء في السراء أو في الضراء- ان السياسة لا يؤمن لها ويجب أخذ أمورها بجدية في شتى الظروف- انك لا تعرف عدوك من صديقك إلا في وقت الشدائد والنوائب- انه يجب بناء جيش وطني لأنه من الأولويات للدول في وقت الطوارئ- ان حكاية سبعة أشهر من الغزو الغاشم كانت تمثل لشعب الكويت ملحمة بطولية وتاريخا يجب ألا ينسى بل لابد ان يحفر في قلوب كل أهل الكويت والخليج - ان غزو الكويت يجب التذكير به في كل عام لكي نستلهم منه الدروس والعبر للتعريف بأزمة انسانية وجريمة لا تغتفر للمعتدي ، كما يستلهم منها ابناء المدارس قصة كفاح شعب الكويت الوفي حتى حرر وطنه بمساعدة الاشقاء والاصدقاء. وهنا تحضرني بعض الأبيات الشعرية لـ " شاعر المقاومة الكويتية " كما لقب في تلك المحنة ، وهو الشاعر السعودي الراحل " غازي القصيبي " يقول :أقسمت يا كويت برب هذا البيت سترجعين من خنادق الظلام لؤلؤة رائعة كروعة السلام أقسمت يا كويت ! برب هذا البيت سترجعين من بنادق الغزاة أغنية رائعة كروعة الحياة أقسمت يا كويت ! برب هذا البيت سترجعين من جحافل التتار حمامة رائعة كروعة النهار ويدوي نداء التحرير ويعود الفجر مسلحا بألف فراشة وتنبت في الرمال نخلة حمراء طالعة من دم الشهداء والشهيدات ويرتفع الأذان..وها هو ذا الآن وجهك يبرق عبر الدخان يقولون غبت ولا ترجعين وأقسمت لحظتها ترجعين تعودين ما بقيت كلمتان وما سكنت قلبي لحظتان * كلمة أخيرة : غزو الكويت سنة 1990 م مر عليه الان ربع قرن من الزمن ، واليوم نحن في عام 2015 م حيث الكل يتكالب على دول الخليج ويحسدها على الخير الذي تنعم فيه ، ومن هنا فلا بد من الحذر كل الحذر واتخاذ الحيطة من كل قريب وبعيد لا تهمه سوى مصالحه الاستراتيجية ، لكي لا تتكرر المأساة نفسها .. اللهم احفظ شعب الكويت واهل الخليج من كل مكروه .. اللهم آمين .