18 سبتمبر 2025

تسجيل

التخوف من الرقميات

08 مارس 2015

قلنا قبل أيام ما ملخصه أن الحياة تتسارع وتيرتها وتدور عجلتها بشكل سريع لم يعد يقدر المرء منا أن يلتقط أنفاسه لحظة من أجل أن يتدبر ما قام أو ما سيقوم به ، لأن الركب سيمضي وسيجد نفسه متأخراً .. وتحدثنا عن نموذجين من المتغيرات وتفاعل الناس في عالمنا العربي حولهما وهما الراديو والتلفاز ، واعتبار كثيرين أنهما من أعمال السحر والجان ! لكن بعد مضي قليل من الوقت ، صار هذا السحر المتمثل في التلفاز يثير أكثر من الآخر الذي يتكلم فقط وهو الراديو ، وأمسى مرغوباً شيئاً فشيئاً حتى أصبح السبب الرئيسي في تجمع الأسرة أو بالأصح أسر وعائلات في مكان واحد، يلتفون حوله يستمتعون به لساعات عدَّة. وهكذا يوماً بعد آخر عاش الناس تطور وسائل الاتصالات ونقل المعلومات التي منها الهواتف بأشكالها المتنوعة وأجهزة استقبال الفضائيات، ولا ننسى كذلك أجهزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت ووسائل النقل المختلفة.. الشاهد من الحديث ، هو أن تخوف كثيرين الخوض في عالم الرقميات قبل أن أقول عالم الانترنت ، لا يمكن تبريره وقبوله ، خاصة ونحن نشاهد العالم كله يسير بشكل أسرع مما نتصوره نحو جعل كل شيء تقريباً يعمل بصورة آلية عبر الكمبيوتر ومرتبط بشبكة الإنترنت . لهذا صارت الأمية اليوم لم يعد تعريفها محصوراً في عدم معرفة القراءة والكتابة بل توسعت لتشمل عدم الإلمام بالكمبيوتر والعمل عليه ومعه في عالم الانترنت الذي يتوسع ويتمدد مع تمدد الكون إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.. ولهذا أعتبر من الخطأ الإعراض عن هذا الأمر أو تأخير التعامل معه لأي سبب كان ، لأن الخاسر الأكبر سيكون من دون شك هو الإنسان الذي يقفل باب عقله أمام هذه التطورات الحاصلة في العالم، فالكمبيوتر لا يختلف أبداً عن الراديو والتلفزيون، وكيف أنهما صارا من أساسيات أي بيت في وقت من الأوقات ، فلماذا لازال البعض يتخوف من من هذا الجهاز؟ لا أجد ما يدعو إلى ذلك والأمر أيسر مما يتوقعه الخائفون ، ذلك أن المطلوب فقط هو بعض الإرادة والعزيمة والتوكل على الله من بعد ومن قبل .. إنها دعوة للاستمتاع واستثمار الحياة الرقمية قبل أن يتجاوزنا الزمن ونكون أرقاماً غير مؤثرين ولا نافعين.