12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنجاز السعودي في عودة الخالدي

08 مارس 2015

عاد عبد الله الخالدي نائب القنصل السعودي في عدن إلى الوطن بعد ثلاث سنوات صعبة من الاختطاف لدى فلول تنظيم القاعدة في اليمن وظلت الكثير من الملفات في مواجهة التطرف مفتوحة، سوى أن هذا الإنجاز الاستخباراتي السعودي يضيف بعداً إستراتيجياً لمهمات المواجهة التي يقودها سمو ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، واستحق إثرها التدرج صوب سدة الحكم باعتباره الرجل الثالث في هذه المؤسسة التي سجلت اسم سموه كأول رجال جيل أحفاد المؤسس في المضي نحو الحكم في المملكة، في ثقة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قطعت شكوك المتربصين وهواة البحث السلبي في ترتيب مؤسسة الحكم وأعطت الثقة في هذه المؤسسة وعقلانيتها الرائدة للعمل لما فيه صالح الوطن والأمة. فسموه خبير في التعامل مع ميول ومزاجية التطرف واستطاع بهذه الخبرة تجنيب العالم العديد من المحاولات الإرهابية بإجهاضها مبكراً بشهادة رؤساء الدول، كما في إشادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤخراً بجهود سموه الخاصة بمكافحة الإرهاب. فعودة المختطف الخالدي للبلاد تبرز وهن القوى المتطرفة وسهولة اختراقها، خاصة بعد الانقسامات القيادية في هرمية القاعدة تحديداً حسب ما يذهب إليه بعض المحللين وبروز تنظيم داعش كحركة جديدة تجذب إليها العملاء بفعل الظاهرة الصوتية والإعلام الموسع في وسائل الاتصال، كما أن في هروب بعض معتنقي هذا الفكر من معسكرات التطرف وعودتهم محملين بالأخبار المؤكدة عن زيف الفكر وهرميته وأسلوبه في صناعة الإرهاب بليّ النصوص الشرعية وإغراء الشباب، ما يؤكد هشاشة هذا الجنوح وضآلته فيما لو تم التعاطي معه بمنهجية فكرية وحذر شامل، كما تنتهجه المملكة الآن ويؤكد ذلك ضرباتها الاستباقية للعديد من المحاولات وكذلك سرعة الوصول إلى المنفذين، كما في حادثة الدالوة في شهر محرم الماضي، إضافة إلى تجفيف منابع هذا الفكر والتضييق على دعاته ومتابعتهم بالتعامل الحذر والشديد الذي يأخذ بالاعتبار كل شاردة وواردة على أنها معلومة ذات أهمية قصوى ومعالجتها بعقلية متمكنة لا تبالغ في الادعاء أو الاتهام لأحد إلا بدليل دامغ. فأمام الأجهزة السعودية المعنية بمكافحة الإرهاب خارطة مفتوحة لتحركات هذه الفئة وميولها الفكرية وأهدافها المفضوحة أمام الجميع لما تضمره من إضرار بالأمة كما تعمل الأجهزة السعودية على المناصحة وتعديل صيغ الخطاب الديني لمنع استغلاله فيما يخدم أهداف التطرف التي تبتعد عن أصل الدين ومقاصده السمحاء لتحقيق مآرب فاسدة تخل بالمجتمعات وتضر بالشعوب. عاد الخالدي إلى بلدته أم الساهك شرق المملكة واستقبل الرجل مكرماً ليضاف إلى رصيد الوطن إنجاز عملي في المواجهة المفروضة عليه مع هذه الفئة التي يحتم التعامل معها بالمهنية والخبرة والتعاون الدولي الصادق، فهي ثمة شراذم انتهازية تستغل الظروف لتمرير مخططات مشبوهة تحت شعارات متلونة.