14 أكتوبر 2025
تسجيلكم عدد الممثلين الذين يتابعون بعض المدارس المسرحية؟ وكم عدد الممثلين الذين يعشقون القراءة، في قطر كما أسلفت عددهم أقل من أصابع اليد، أم عن الاحتكاك والمشاهدة، فإن العدد مواز لعدد القراء.من هنا، فإن كتاب تاريخ الممثل في المسرح العربي، رافد مهم، وكنت أتمنى أن يملك كل فنان شاب كتاب "المدخل إلى الفنون المسرحية، المسرحية العالمية، تاريخ المسرح في ثلاثة آلاف عام، الظواهر المسرحية عند العرب وبعض الكتب الأخرى. ولكن من منهم يملك الوقت!! من الملاحظ أن الممثل العربي لا يبحث عن وجع الرأس، نعم هناك طبقة مثقفة مثل نور الشريف على سبيل المثال وغانم السليطي، ولكن القاعدة بخلاف الاستثناء!! الكتاب الذي أستحضره من تأليف الناقد عصام أبو القاسم، والكتاب يحاول أن يلقي الضوء على بعض عناصر تشكيل مقومات الممثل، مثل الموهبة، والقدرة والليونة وما يرافق ذلك من إمكانيات الجسد والصوت، ذلك أن المسرح عبر تطوره كان في مسيس الحاجة إلى عناصر تكمل دور الممثل، لأن الممثل هو العنصر الأول والأخير، نعم بمقدورنا أن نقدم عملاً مسرحياً دون الإضاءة، الموسيقى، الديكور، الأزياء، ولكن العنصر الأول والأخير الممثل وهو محور التجسيد. والممثل قد خلق لذاته مجالاً آخر عبر تقنيات خاصة بعد سنوات من التطور. لم يعد الممثل فقط ذلك الأداء المبالغ فيه. أو الحركات الافتعالية والصوت المليء.. لا.حدث تطور في كل عناصر العرض المسرحي، وهذا ما ألقى بظلاله على الممثل وظهرت مدارس وفلسفات، واختفت نظريات. والمؤسف أن جل المدارس العربية تعتمد على الأساليب القديمة وهذا ما ذهب إليه الباحث السوداني عصام. وأنا أبصم على هذا الرأي بعد أن شاهدت ما قدمه ذلك الفنان الذي استقدم لإقامة دورة منذ فترة، نعم أصبح التطور أمراً ضرورياً في ظل الحاجة إلى مسرح آخر، ولكن نحن مع الأسف لا ندرك حتى أفكار بعض المخرجين لدينا، لأن قارئ النص أو الرقيب، هو أقرب إلى رجل التحقيق في جريمة قتل. والمخرج إذا أراد أن يخرج بفكرة، اعتقده البعض أنه مجنون وإلاّ كيف يحطم التابو الأزلي، لقد أراد أحدهم أن يقدم عرضا يعتمد على لغة الجسد وأن يقول إننا سوف نخرج من الإطار المتعارف عليه، فما كان من كهنة الفن إلاّ أنهم يرفضون العمل، وهكذا يتم وأد الأفكار الجديدة، ويظل المبدع القطري يدور بين مطرقة زيد وسندان عبيد.. وقد يؤدي به الحال إلى ترك المسرح.