19 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا يتطلع إلى تحقيق إنجاز ما في حياته، بغض النظر عن ماهية ونوعية الإنجاز المرغوب، إذ يكفي أن بتحقيقه يكون المرء قد أسعد نفسه بذلك الإنجاز، الذي ربما يكون قد عاش وقته وبذل الكثير من الجهد في سبيل ذلك.. ولا ضير في ذلك الأمر.لكن هل يمكن اعتبار أي إنجاز يتحقق للمرء منا، مهما كان عظيما شأنه، هو الإنجاز الحقيقي الذي خلقنا الله وبث فينا من روحه ودفعنا واستخلفنا في الأرض، لنحققه؟ قد تتساءل برهة وتقول: نعم، ولكن بعدها بثوان قد تقول لا، ثم تتراجع وتتردد في القول بين نعم ولا!!كما أسلفنا وقلنا بأنه لا شيء في أن يعمل ويخطط الإنسان لتحقيق إنجاز ما في حياته، يشيد به الجميع ويكون جسرا لتحقيق أهداف أخرى أو إنجازات جديدة في هذه الدنيا، سواء كان الإنجاز ماليا أم أدبيا أم علميا أم غيرها من مجالات كثيرة ومتنوعة.لكن نعاود التساؤل مرة أخرى: هل خلقنا الله وأعطانا العلم والقوة والبأس لإنجازات دنيوية، مهما تبلغ عظمتها؟ يمكنني القول ها هنا بلا، لأن المرء منا مهما حقق من إنجازات في حياته الدنيا، ما لم تكن مرتبطة بصورة أخرى بالحياة الأخرى الأبدية الخالدة، حياة الآخرة، فإنها ستكون إنجازات مؤقتة، طال الدهر أم قصُر، ومهما تكن من شأن وعظمة عند البشر.الإنجاز الحقيقي هو أن تأمن على نفسك يوم القيامة، فتكون ضمن من يكونون حول سيد الخلق أجمعين محمد، صلى الله عليه وسلم، وتدخل معه الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب.هذا هو الإنجاز الحقيقي للإنسان، وإن كان لا يمنعك من السعي نحو هذا الإنجاز أن تربط به إنجازاتك الدنيوية التي ترغب تحقيقها، من مبدأ "ولا تنس نصيبك من الدنيا".. فالعبرة ها هنا ليست في ترك تحقيق إنجازات دنيوية بقصد التفرغ للأخروية. لا، ليس هكذا أعني، بل إن تعتبر أي إنجاز دنيوي تقوم عليه، أشبه بحجر بناء ضمن أحجار كثيرة تحتاجها لاستكمال بناء عظيم أخروي مستهدف، وهو ما نقصده بالإنجاز الحقيقي.فهل نجدد النيات ونعيد ترتيب الأولويات؟