13 سبتمبر 2025
تسجيلمع كل إصدار جديد يحتضن الموروث والثقافة الشعبية الجميلة تتفتح أبواب للنور حيث تتجلى هذه الثقافة برونقها وألقها الرائع الذي لا يمحوه الزمن ذلك بفضل الأيادي التي تحتضن هذا التراث وتسعى جاهدة للحفاظ عليه ورعاية التراث والاهتمام به وتدوينه ليس بالعمل السهل إذ هو يحتاج للصبر والبحث والدقة اللامتناهية والتحقيق، هي مشقة كبيرة يستحق من يتحملها كل التقدير. إن رعاية التراث والاهتمام به من الأعمال التي تستحق الشكر والعرفان، نظرا لصعوبة العمل في هذا الميدان فهو يتطلب ثقافة عالية ودراية كاملة بعادات الشعب وتقاليده وأصوله وكل تفاصيله وهنا أعود من جديد للحديث عن التراث وأهميته كما انتهجته في كل مقالاتي التي أتحدث فيها حول هذا المجال ذاكرة بالشكر والتقدير كل الأسماء التي تساهم في هذا المجال ومن القامات المميزة والمتألقة في ساحة التراث الشعبي هو زميلي وأستاذي صالح غريب الذي ترددت كثيراً قبل أن أبحر بين صفحاته في هذا المقال كونه محرر هذه الصفحات وحتى لا تكون مجاملة كما قد يسميه البعض لكنني ابنة هذه الصفحة وابنة خبرته الإعلامية المميزة وابنة قلمه الذي أنهل منه كل الإبداع، لذلك كله يجدر بي أن أتحدث هنا عن كتابه الذي صدر حديثاً وبغلاف مميز ورائع بعنوان خصائص الحكاية الشعبية ونهجها الثقافي عند المجتمعات الخليجية مع نماذج منها" وكعادته يتألق أبو أحمد في هذا الكتاب حيث يشرح لنا كيف نحن والحكاية وإلى أي مدى شكلت الحكاية ثقافتنا الشعبية الجميلة على مستوى الخليج وحتى الوطن العربي خاصة أن ما يميّزنا في الخليج كوننا وحدة جغرافية ووطنية تضرب بجذورها أعماق التاريخ بحكايتنا الشعبية التي كما يعرفها الكاتب هي "عمل أدبي يستمد ديمومته من المجتمع حيث يتم نقلها شفويا من جيل إلى جيل آخر، وبذلك تدخل عليها التغييرات الطفيفة نتيجة تنقلها تبعا لثقافة المجتمع ولهجته أيضا وهذا سبب تغير الحكاية من جيل إلى جيل". هكذا هو صالح غريب لا يتحدث فقط عن الموضوع الذي يتناوله بل هو يغوص مبحرا في أعماقه ليشرح مراحل تطوره ويسلط عليه الضوء من كل الجوانب عليه ولا يكتفي بل ويتواصل مع وسائل الإعلام ومع الجميع لشرح كل شيء عن هذا الكتاب حيث استمعت إليه مسترسلا في حديثه العذب حول تجربته في هذا الكتاب عندما استضافه الزميل الإعلامي الأستاذ محمد الجوهري عبر الأثير ذات مساء قريب، هذا الكتاب الذي نفخر باحتضانه كمرجع ثقافي شعبي يضيء لنا الطريق كلما لجأنا إليه فشكرا لك وسلمت يداك على كل خطوة، على كل كلمة، على كل صفحة، وعلى كل إنجاز رائع كهذا الإنجاز.