10 سبتمبر 2025
تسجيلقد لا يتصور أحد أن من أبرز مظاهر الازدواجية القبيحة في عالمنا المعاصر هي تلك التي نراها في سلوك دول وحكومات تسلط كل أضوائها وقنواتها الفضائية ووكالات أنبائها ودبلوماسيتها التي لا تتوقف على مدار الساعة لتبرز بشاعة جريمة حرق "البغدادي" للطيار الأردني رغم أنه قبل ساعات كان يقصف المدنيين بالقنابل الحارقة والصواريخ المدمرة وكلاهما لا يميز بين مسالم أو مقاتل.. ولا بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ فالكل تحت القصف سواء.في ذات الوقت التي أطفئت ذات الدول والحكومات أضواءها وكممت فضائياتها وألجمت دبلوماسيتها حتى لا ترى ولا تسمع ولا تنطق بكلمة واحدة عن جرائم "السيسي" في مصر وهو الذي قتل آلاف المدنيين المسالمين في رابعة والنهضة وقام أيضا بحرق العشرات منهم إضافة لمن حرقهم في سيارة ترحيلات أبو زعبل ومازال يضرب الشباب بالرصاص في الرؤوس بشوارع القاهرة وكأنه يتحدى العالم الغاضب لحرق الطيار اﻷردني في العراق وليقول لهم:* هل تجرؤ حكوماتكم أن تدين جرائمي كما أدانت جريمة البغدادي؟!* هل تستطيع دولة واحدة من دولكم المتحالفة أن تقطع علاقتها معي كما تقاطع دولة البغدادي وتحشد العالم لحربها؟! * هل تقدر دولة من دولكم أن تدعو لمحاكمتي أمام الجنائية الدولية؟!* هل تجرؤ دولكم بل ونظامكم الدولي على تجريمي كما جرمتم البغدادي ودولته أمام اﻷمم المتحدة ومجلس اﻷمن؟! هل.. وهل.. وهل؟!ولن يجد إجابة ﻷن ازدواجية المعايير أصبحت هي القانون الدولي المعاصر!!.