19 سبتمبر 2025
تسجيلتعلم دوماً أن تكون أنت سيد قرارك لا غيرك .. ما مناسبة هذه النصيحة ؟ وقبل أن نعرف المناسبة ، لنتحدث بشكل سريع عن هدف حياتي يريده الجميع .. السعادة.السعادة في تعريف مختصر واضح جلي ، هي حالة ذهنية واقتناع داخلي في الإنسان بما هو عليه من حال ، بغض النظر عن ماهية ذلك الحال ، فقراً كان أو غنى ، صحة كانت أو مرضاً ، خوفاً أو أمناً .. جوعاً أو شبعاً ، إلى آخر قائمة الأضداد الحياتية المعروفة .قد تجد فقيراً أو مسكيناً ذا متربة، لكنه يعتبر نفسه سعيداً بل من أسعد خلق الله ، وبالمثل قد ترى مريضاً يعاني الآلام لكنه في قرارة نفسه سعيد بما عليه لاعتبارات إيمانية عميقة ، وهكذا مع كثيرين .. لكن مع ذلك ، ليس هناك انسان سعيد طوال اليوم والأسبوع والشهر والعام ، مهما كان قنوعاً وصابراً وموحياً لنفسه أنه أسعد أهل الأرض فصدق نفسه وعاش على ذلك .. إنه مهما يوحي الإنسان إلى نفسه ذلك ، رغم ايجابيات ذلك الإيحاء ، فإن الحياة لا تقبل كذلك . لابد أن يتعب المرء في حياته ، ولابد أن يمرض ويحزن ويجوع ويعطش ، وأن يخاف ويعاني آلام الفراق والغربة، وأن يفشل ويتجرع الذل أحياناً وأن يُظلم وغيرها من منغصات الحياة الدنيا ومكدراتها الكثيرة المتنوعة .. فكيف سيشعر بمذاق السعادة وهو لم يمر بتلك التجارب ؟ إنها حقيقة من حقائق هذا الكون . هذه نقطة أولى . نقطة أخرى مهمة هي أن الإنسان منا هو من يجلب لنفسه السعادة إن قرر ذلك ، والتعاسة كذلك إن هو سمح لها بتعكير حياته . إنك حين تضع أمامك كل أفكار الفرح والسعادة والبهجة والسرور ، فلا بد أن سلوكياتك ستكون نتيجة تتجسد على أرض الواقع بسبب تفاعل تلك الأفكار بذهنك ، وبالمثل لو سمحت لأفكار التعاسة واليأس والإحباط والكآبة أن تنسل الى نفسك وعقلك الباطن ، فإنك ستسلك مسلك اليائس المحبط التعيس .. كن دوماً سيد قرارك ، فإن كثيراً من تصرفاتنا هي بسبب حالات ذهنية نحن من يكون سبباً في نشوئها وليست بسبب آخرين .. تأكد أيها القارئ أنه لا أحد بمقدوره أن يفرض عليك حالات التعاسة أو السعادة ما لم تقبلها أنت . نعم قد تمر بحالات معينة بسبب آخرين وتؤثر على سعادتك أو تعاستك ، لكن حتى تلك الحالات أنت من قرر قبولها لا شعورياً .. ولهذا كن متيقظاً لما يدور حولك ، واختر ما تريد وتراه سبباً يسعدك وينعش حياتك ، واترك ما يمكن أن يحبطك ويدخلك عوالم التعاسة والاحباط .. إذن تعلم دوماً أن تكون أنت سيد قرارك لا أحد يديرك ويقرر نيابة عنك .. فهل تفعل الآن وقبل فوات الأوان ؟