13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإرهاب والحروب المتجددة

08 فبراير 2014

عدد العمليات الانتحارية في العراق وحدها وصل إلى 30 أو 40 عملية أسبوعيا.. عدد مقاتلي داعش المنبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين هو الأعلى في العراق منذ عام 2006.. عدد المقاتلين التابعين للتنظيم يقدر بـ٢٦ ألفا في العراق وسوريا، وهم يتمتعون بهيكلية تنظيمية وتدريبية عالية. ما سبق هو خلاصة ما أفصح عنه نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق برت ماكرك أثناء مساءلة له في الكونغرس قبل يومين..المشير عبد الفتاح السيسي في تصريحات خاصة للسياسة الكويتية يبشر المصريين بنزوله عند مطالبتهم إياه بالجلوس على كرسي الرئاسة.. لا برنامج انتخابيا في الأفق كما بدا في الحوار.. فقط بضع تمنيات عن "وضع أيدينا بأيدي بعض لنجعل من مصر أد الدنيا".. البارز في المقابلة ليس الإفصاح عن الترشح للرئاسة، وإنما الرغبة بخلق تحالف عربي، يضم دولا خليجية، لمواجهة الإرهاب الذي يضرب في المنطقة.قبله بأيام، أصدر الملك السعودي عبد الله مرسوما ملكيا لمكافحة الإرهاب.. التقارير تقول إن 250 سعوديا قتلوا من أصل 2000 سعودي وفدوا إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة الإسلامية المتشددة، ولاسيَّما داعش وجبهة النصرة.. في الآونة الأخيرة شهدنا صوتا سعوديا يدعو إلى نبذ الدعاة السعوديين، مثل العودة والعريفي ممن دعوا إلى مساندة الشعب السوري، معتبرين ذلك زجا لأولادهم في أتون صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.. ربما كانت الحملة الإعلامية مقدمة للمرسوم الملكي الذي نص على عقوبة بالسجن تتراوح بين 3 و20 سنة لمن ثبت عليه "الانتماء للتيارات أو الجماعات – وما في حكمها – الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة".نوري المالكي الذي يخوض حربا في الأنبار قبل التحضر لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة العراقية أثنى على الإمارات التي "اكتشفت خطورة فتاوى شيوخ الإرهاب والفتنة"، داعياً السعودية التي أدركت مؤخراً خطورة الإرهاب إلى العمل معاً لمواجهته.في جنيف2 رأينا حرص النظام السوري على حصر المفاوضات مع المعارضة على قاعدة أنه يحارب الإرهاب المدعوم والممول من ثمانين دولة في العالم، وأن على العالم مساعدته في القضاء عليه!لا شك أن إرهاباً يضرب في سوريا ولبنان والعراق واليمن ومصر وتونس ويتوسع باتجاه دول عربية أخرى، جنباً إلى جنب غياب العدالة الاجتماعية وتزايد حالات الفساد.الإرهاب الذي بدأ كظاهرة إسلامية قادمة من أفغانستان ثم أصبح عربياً فيما بعد، هو جزء من التشكيل الدولي الذي ظهر بعد سقوط النظام العالمي القائم على تعدد الأقطاب مطلع التسعينيات.اختزال النظام العالمي بقطب دولي واحد هي الولايات المتحدة أعطاها المشروعية الدولية في تصنيف من هم أشرار ومن هم أخيار. وعلى قاعدة "من ليس معنا فهو ضدنا" يصبح كل معارض للسياسة الأمريكية في العالم هو شرير إرهابي، في حين أن الأمر زمن الاتحاد السوفيتي كان مختلفاً، فما كان الروس يصنفونه إرهابا كانت تراه الولايات المتحدة مقاومة ونضالا وتحرراً والعكس صحيح..مفهوم الإرهاب لا يحتاج إلى جهد كبير لفرز أصحابه عن غيرهم من القوى المناضلة في العالم، النضال الفلسطيني مثال واضح، رغم وضعه على لائحة المنظمات الإرهابية التي تعتمدها الولايات المتحدة، الخشية اليوم هي استنساخ بعض الحكومات لتجربة جورج بوش الابن في قمع المعارضين بذريعة مواجهة الإرهاب.وعلى افتراض النية الطيبة، فإن المعضلة تبقى في اعتقاد الحكومات العربية أن النظرية الأمنية وحدها كافية في القضاء على الإرهاب. ولنا في العراق وأفغانستان وسوريا والعراق براهين واضحة على أن الخيار الأمني لم يقض على الإرهاب أو العنف، بل زاده زخماً وأكسبه أرضا جديدة وخبرة قتالية.. ماذا لو افترضنا أن بعض العلاجات تكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية والحدّ من الفساد المالي والسياسي؟