17 سبتمبر 2025

تسجيل

وقفات لتطوير الأداء

08 فبراير 2006

من يتردد على الوزارات والمؤسسات الخدمية من المراجعين لإنهاء معاملات ما، يلاحظ بوضوح ان البعض من هذه الجهات مازالت آلية العمل فيها تقليدية، ولم ترتق الى ثورة التكنولوجيا التي تسعى دولتنا لتعميمها في مختلف قطاعات المجتمع، وقطعت شوطاً طويلاً في هذا المجال. سأضرب عدداً من الأمثلة لا تمثل حصراً لتقليدية الخدمات التي تقدم في بعض الجهات، إنما هي نماذج فقط، من ذلك مثلاً ما يتعلق باستخراج شهادات الميلاد، التي تستغرق ما بين أسبوع و10 أيام، في حين أنه يمكن تقليص المدة إلى أقل من ذلك، فآلية العمل مازالت تعتمد على «الدفتر»، وإرسال المكاتبات إلى الجوازات عبر المراسلات التقليدية، في حين يمكن استبدال ذلك بالتواصل مع الجوازات عبر الإيميل للحصول على الرقم الشخصي، أو قيام الجوازات بفتح مكتب مصغر في الصحة (قسم استخراج شهادات الميلاد)، وهو ما سيخفف الضغط على الجوازات، حيث يتوجه عدد من المراجعين عندما تتأخر المعاملة إلى الجوازات سعياً لسرعة انجازها، اضافة الى ذلك فان في توفير خدمة متقدمة تقنيا تسهيلا على المراجعين، وتوفيراً للوقت والجهد. في إدارة المرور والدوريات هناك جهود كبيرة مبذولة في سبيل الارتقاء بالعمل، وهي بالتأكيد محل تقدير الجميع، إلا أنه من المهم كذلك التعجيل وبخطى أسرع من أجل تحويل هذه الإدارة الحيوية الى إدارة تقنية بالكامل، فهل يعقل أنه إلى هذه اللحظة تكون ورقة التصليح الخاصة بالحوادث تكتب باليد، أو التقرير الخاص بالحوادث كذلك يكتب باليد، أو استخدام السجلات الكتابية، أو في كل مرة عند تجديد رخصة القيادة تكرار طلب مستندات سبق أن طلبت أكثر من مرة، سواء عند استخراج الرخصة أو تسجيل السيارة، فبالإمكان من خلال الرقم الشخصي معرفة ما إذا كان الشخص بطاقته الشخصية سارية المفعول أم لا. نفس الأمر بالنسبة لتجديد البطاقة الصحية، ففي كل مرة يتم طلب نفس المستندات، وكأن الشخص لأول مرة يستخرج هذه البطاقة. الاجازة المرضية التي تمنحها المراكز الصحية، او ورقة الخروج التي تمنحها مؤسسة حمد الطبية للمرضى الذين تقرر خروجهم، مازالت تكتب باليد وعلى ورقة تقليدية، فلماذا لا يتم البحث عن وسائل أحدث؟ إلى الآن هناك العديد من الوزارات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص تقف مكانها، دون أن تواكب التطورات التي تشهدها الدولة، وهو الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه من قبل هذه الجهات، والعمل على إيجاد آليات عمل حديثة تتلاءم مع متطلبات المرحلة. وبالمناسبة التوقف عند هذه الظواهر والجهات المختلفة، لايعني قطعا التقليل من الادوار التي تقوم بها هذه الجهات، التي نكن لها كل التقدير على جهودها، بل من حرصنا على هذه الجهات.