كانت لهم أيام (2)

هل معين الفنان يمكن أن ينضب ؟ بمعنى.. ان يتوقف الشاعر عند مرحلة ما.. ويعيش يجتر ما قدمه ؟ هل معين الملحن يمكن ان ينضب ولا يواصل مسيرته في طرح الجديد. ؟ قد يقول قائل نعم.. والاّ لماذا توقف مثلاً الملحن محمد القصبجي وواصل زكريا احمد، عبدالوهاب، رياض السنباطي، الاخوان رحباني، احمد باقر، غنام الديكان، عبدالعزيز ناصر وغيرهم. وأين مثلاً بعض الاسماء القطرية صاحبة الحضور في البدايات الاولى لظهور اذاعة قطر. اين جاسم شاهين الملحن وكل من الفنان غانم شاهين وسعود جاسم.. بل اين عبدالله سلطان وناصر الخال. بل اين احمد علي وحامد نعمة وغيرهم.. طرح هذا السؤال حول غياب بعض الفنانين الذين اشتهروا لفترة محدودة ثم غلف النسيان ابداعاتهم. نعم من يقرأ سيرة فريد الاطرش ورحلته مع الغناء والتلحين. هل ما قدمه في نهايته مساوٍ لما قدمه في بداياته أو في فترة الألق. عندما قدم الربيع وأول همسة ويا زهرة في خيالي. حتى عبر الالحان التي قدمها للآخرين كان الناتج في نهاية رحلته أقل من المأمول.. هل اغنية "سنة وسنتين يا نور العين" له طعم الحانه.. هذا الملحن عبر تاريخه قدم لكل الاصوات. بدءاً بشقيقته "اسمهان" وديع الصافي، محرم فؤاد، صباح، شادية وعشرات الاصوات. هل لحن "ليالي الأنس في فينا ويا بدع الورد، أهوي، نويت أداري آلامي، يا ديرتي مالي عليك لوم، لاخته ويا واحشني لمحرم فؤاد على سبيل المثال. والحانه لنازك وفدوى عبيد وغيرهم يستحق مثلاً ان يقارن بما قدمه في نهاية رحلته.. هذا لا يعني أن كل المبدعين على خط واحد. هناك من نثر ابداعاته حتى آخر لحظة من عمره. في اطار الشعر والموسيقى والرواية والفن التشكيلي وهناك من غلف واقعه مع الاسف الضمور ومن ثم التلاشي.. وهناك من منح الابداع في كل خطوة مزيداً من الالق.. هل توقف مثلاً الراحل عبدالعزيز ناصر عند مرحلة ما.. كان دائم العطاء.. دائم التجديد والتطور.. في كل مرحلة ساهم في تقديم صور من الابداع المحلي القطري لكل الاصوات. لطفي بوشناق، عبدالله الرويشد، ابراهيم حبيب، وسعاد محمد، كارم محمود وكل فنان حمل صوته ترنيمة تشنف آذان الطرب الاصيل.. لماذا يواصل البعض تقديم الابداع الى آخر لحظة.. ويتجمد الآخر ؟ سؤال صعب الاجابة عليه بسهولة ويسرّ.. وهذا قدر الفنان !! [email protected]