17 سبتمبر 2025

تسجيل

انطباعات المسرح الكويتي (2)

08 يناير 2017

على خريطة المهرجانات السنوية – نجد أن مهرجان الكويت المسرحي، هذا العرس عبر سنوات يؤكد أن المسرح خليجيًا يواصل أداء دوره الفني والتاريخي في آن واحد. فبعد سبع عشرة دورة، يؤدي شباب المسرح الدور المنوط بهم في ترسيخ وتفعيل دور المسرح، كويتيًا، خليجيًا، عربيًا، هذه الإطلالة دليل نجاح مع خفوت صوت المسرح العربي في ظل العديد من الأمور التي واكبت البدايات الأولى، ومع هذا فإن المؤمنين بدور وأهمية المسرح يحاولون بشتى الطرق مواصلة ما بدأه الرعيل الأول. تعددت الأعمال، سواء ما ارتبط بوشائج مع الفرق الأهلية الكويتية ذات التاريخ الفني الطويل أو بعض المؤسسات والشركات الخاصة، وتفاوت الأمر بين أعمال طرحت قضية الإنسان وواقعه المعاش، أو استلهمت من الآخر خيوط بعض الأطروحات.كان العرض الأول، وقد حمل عنوان "كمبوشة" لفرقة المسرح الشعبي، والحقيقة.. حتى نكون منصفين، وأن نقف على الحياد، فإن المهرجان بمثل هذا العمل، الذي أكد أن المسرح مع الأسف مغلف بالضبابية لأن هذا العمل دون المستوى، نعم هناك مشاهد كوميدية، كما أن الفنان "نصار النصار" واحد من أهم المنتمين إلى الحراك المسرحي الكويتي، لكن وهنا مربط الفرس. هل أصبح تقديم العروض جزءًا من الواجب ومن أجل المشاركة في الفعاليات؟ مؤلف كمبوشة كاتب التقى بأفكاره وأطروحاته لأول مرة، ولكن العمل في مجمله مع تعدد شخوصه قد أسهم ولا شك في إرباك العمل، نعم الفكرة قد تكون جميلة، والممثل وهو سيد الخشبة ولكن كمبوشة النصار والشطي وعبر العناصر الأخرى لم تخلق للمتلقي المبتغى المطلوب. في المسرح ليس بالضرورة أن كل فكرة عظيمة تؤدي إلى نتائج رائعة.. هنا فكرة.. ولكن كيف تم معالجة الفكرة. وكيف أدى هذا إلى التأثير في المتلقى؟ نعم هناك أفكار جميلة.. ولكن إيصالها يكون بشكل مشوه، هل طرح فكرة احترام الذات واحترام الآخر يأتي بهذا النسق؟ أشك كثيرًا، وهناك مأساة أخرى، المعقب الضيف الذي يطرح ما ليس في العرض، أو يذهب إلى شرح العمل وكأن الحضور مجموعة من العميان.. في هذا العرض تم استحضار النموذج – الكومبارس – ولا أدري لماذا تذكرت رائعة تشيخوف "أغنية التم" نعم الملقن ذات يوم وفي بدايات المسرح كان مهمًا، حتى أن أحد نجوم اللعبة في إطار الكوميديا بدأ رحلته ملقنا في فرقة نجيب الريحاني، ولكن السؤال ثم ماذا؟ كان المسرحي التونسي محقًا وهو يقول: ما معنى كمبوشة.. فرد عليه أحدهم "ما تعرف كمبوشة" وسكت، فقلت له معنى المفردة.. وأن هذا الإنسان المعزول فوق خشبة المسرح ذات يوم كان له مكانة وقيمة، ولم يقتنع!! لأنه لم ير في موطنه مكانًا في المسرح الحديث في تونس "ملقنًا" في عصر التقنيات!.