12 سبتمبر 2025
تسجيل**العمل المشترك بين دول مجلس التعاون بدبلوماسية نشطة لتعزيز الأمن والمنظومة الدفاعية**الدور القطري في تركيا من أجل حل القضية السورية هو الأكثر حضوراً وتأثيراً دولياًاستطاعت الدبلوماسية القطرية خلال العام المنصرم أن تجني الكثير من الإنجازات والنجاحات، التي تحققت على الصعيدين الإقليمي والدولي، بل تجاوز ذلك أيضا تحقيق العديد من الاتفاقيات المتميزة التي تعود على قطر والدول التي وقعت معها بالفائدة في شتى الميادين والمجالات.. والمتابع لتلك النشاطات سيرى أنها كانت تسير بفضل توجيهات سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسمو نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني، وكذلك عبر الاهتمام الكبير والمتواصل من قبل معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.وقد جاء حصاد هذا العام بفضل ما حققته دولة قطر من مراتب عالية ومشاركتها بفاعلية في كافة القضايا الإقليمية والعالمية، ونيلها الكثير من المؤشرات الدولية في الميادين كافة، وهو ما لم يكن وليد الصدفة بل نتاج إرادة صادقة وعمل مخلص وعزم على تحقيق هذا التفوق على أرض الواقع، وبشهادة الجميع.ولعل لقاءات سمو الأمير مع قادة وزعماء العالم، منهم العرب وغير العرب، هي ما تعطي دفعة قوية للسياسة القطرية نحو الامام، وتؤكد عزم سموه على السير قدماً نحو استمرار هذا النجاح والتفوق في السنوات المقبلة أيضا، خاصة من خلال اتفاقيات الشراكة والتعاون التي وقعت بين قطر والدول الأخرى على صعيد قضايا المحيط الخليجي والإقليمي والدولي.فقد التقى سمو الأمير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف التنسيق في مجال الطاقة بجانب التعاون الاستثماري والوضع المتأزم في المنطقة، وكذلك كانت زيارات سمو الأمير إلى كل من إيطاليا والبوسنة والهرسك، ثم لقاء القمة القطرية - الفرنسية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه لتبلور العلاقات القطرية المتميزة مع شركائها داخل أوروبا في شكل اتفاقيات تعاون بين البلدين، مع التنسيق في المحافل الدولية.كما قام سموه بجولة آسيوية شملت جمهوريتي تركمانستان وأذربيجان،بجانب مشاركة إخوانه قادة دول الخليج والدول العربية والإسلامية في التمرين الختامي والعرض العسكري لمناورات "درع الشمال" في مدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال المملكة العربية السعودية.وكذلك زيارة سموه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيارة دولة الكويت، حيث ناقش العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها قضايا المنطقة.وحضر سموه أعمال الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي بمدينة اسطنبول التركية، وكذلك أعمال القمتين الخليجية - المغربية والخليجية - الامريكية، واللقاء التشاوري السادس عشر لقادة دول مجلس التعاون بالمملكة العربية السعودية.وكذلك حضوره اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية تحت شعار "قمة الأمل" في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعدها قام سموه بجولة لاتينية في الأرجنتين وكولومبيا التي شهدت التوقيع على الكثير من الاتفاقيات. وبالنسبة للانقلاب العسكري الفاشل على الشرعية في تركيا كان سمو الأمير أول زعيم يجري اتصالا بالرئيس التركي جدد فيه إدانة دولة قطر لما حدث، ودعا لاستقرار الشرعية بالبلاد. ثم جاء "الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا" الذي ترأسه سمو الأمير والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية في مدينة طرابزون التركية، الذي كان بمثابة خطوة مهمة على طريق التعاون الوثيق بين البلدين . وكذلك كانت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لدولة قطر التي كانت تنم عن الاتفاق في الرؤى والمنهج نحو تحقيق سياسة واحدة وموحدة بسبب تشابه وجهات النظر، وبخاصة من خلال التحالف من أجل مكافحة الإرهاب بكافة صوره والتنسيق مع "الرياض" التي كانت وما زالت عاصمة القرار العربي.كما يأتي إقرار سلام إقليم دارفور في السودان، حيث قام سموه بزيارة تاريخية للاحتفال بنجاح عمليات تنفيذ اتفاق سلام الدوحة. ثم كان حديث سموه عن ثوابت السياسة الخارجية للدولة في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مناشدا العالم في الوقت ذاته تحمل مسؤولياته تجاه قضايا المنطقة بشكل عادل.ولا تغيب عن البال زيارة سموه إلى كل من المغرب وتونس والجزائر مع تنظيم ورعاية "المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار في تونس"، وتعهدت قطر بتقديم بعض الدعم للاقتصاد التونسي. وقام سموه في العاصمة النمساوية فيينا بتكريم الفائزين بجائزة سموه "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد" في دورتها الأولى، التي تقام برعاية منظمة الأمم المتحدة. ** في الختامنشير إلى أن دولة قطر كانت وسيطا نزيها في ما يتعلق بالبعد الإنساني والتواصل مع مختلف الاطراف الإقليمية والدولية.. فقد أعادت اللحمة بين العديد من الدول، وهي في تطور دائم، أساسها العلاقة الاستراتيجية الناجحة وإظهار حسن النوايا وإقرار السلام في المنطقة .وبالأمس بدأ توزيع مساعدات أهل قطر على السوريين والبالغة 310 ملايين ريال وهي حصيلة حملة "حلب لبيه"، وتشمل الطعام والأدوية والملابس والبيوت الآمنة. وما من شك أن الحملة تعبير عن القيم الإنسانية تجاه الشعب السوري المنكوب بسبب هذه الحرب الجائرة وغير العادلة.. وقطر ستبقى ملتزمة بتعهداتها تجاه المظلوم، وستبقى كما كانت (كعبة المضيوم).** كلمة أخيرة استطاعت الدبلوماسية القطرية خلال عام 2016 م ان تتبوأ مكانة عالمية من خلال السعي لاستقرار الدول ونشر ثقافة السلام بينها، وهو ما جعل دولة قطر تتمتع بمصداقية عالية وثقة جميع الأطراف.. ونتمنى أن يعزز نجاح الدبلوماسية القطرية في عام 2017 م بالإفراج عن المخطوفين القطريين في العراق.