13 سبتمبر 2025
تسجيل* عندما تفيض الآلام، ولا يريحنا أحد يصبح لزاماً علينا أن نتوجه إلى أعلى هرم المؤسسة الصحية لنسأل أسئلتنا الكاوية، علنا نتلقى إجابة تخفف من أحزاننا، إذ صعب أن نشعر بأن حياة إنسان يمكن أن تنتهي بخطأ ما، ويمر "عادي" دون مراجعة أو محاسبة وليتملكنا إحساس بأننا كائن لا يساوي شيئاً، أسأل ليس من أجلي فقط، وإنما من أجل الذين تمزقوا قبلي بفقد أحبتهم، والذين قد يلحقون بي ولن يعرفوا لماذا فقدوهم! سيدي أتحدث إليك ليس كوزير، وإنما كإنسان يعرف معنى الاكتواء بموت من نحب، وقبل عرض ألمي لا يمكن أن أتجاوز الإشادة اللائقة بصرح مستشفى حمد المستعد لاستقبال مرضاه بأحدث التقنيات المتطورة، وأفضل الأجهزة العالمية، لكن يؤسفنا أن نقول إن بالصرح الشامخ "أخطاء" لا يمكن أيضاً تجاوزها، شخصياً لدي قائمة بأخطاء طبية حدثت لأصدقاء وأهل وزملاء، وكلها موجعة يعيش أصحابها حتى الآن أحزاناً عميقة، ولأن جواب الأطباء دائماً أن لا خطأ علينا، مضطرة أستعيد أحزان صديقتي التي ظلت تناضل لتثبيت أن خطأ الأطباء أدى إلى بتر ساق حفيدها الذي لم يكمل عاماً وأثبتته بعد إصرار الطبيب المسؤول عن الخطأ بأن لا خطأ عليه والنتيجة "طفل معوق" يكوي قلب أمه بالألم.أما "فاطمة" حفيدتي فقد حملها أبوها إلى المقبرة بدلا من أن يفرح بمجيئها ولتعيش أمها أوجع أيامها، ما حكاية "فاطمة" الحكاية لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها الآن لكن المحصلة أن أبويها فجعا بفقدها بعد دخول أمها إلى المستشفى، لماذا؟ هذا هو السؤال المر، ولقد وقفت بين ستة أطباء أسألهم لماذا ماتت "فاطمة" وكان جوابهم "مش عارفين"! من يعرف يا سيدي إن لم يكن هم؟ لماذا، أسأل سؤالي الحزين لوقف نزف الفقد والحزن في قلب إنسان أي إنسان، أسأل يا سيدي لعلنا نتلقى إجابة تريحنا، وتخفف من أحزاننا، فالإحساس المر لا يرضي سعادتك، بل لا ترضاه لنا بكل ما يحمل من قهر وكمد، علما أنني لم أقدم شكوى بمستشفى النساء والولادة لأني أعرف أن النتيجة ستكون كما يقولون "مش عارفين".سيدي أريد تحقيقاً من خارج المستشفى عادلاً، شفافاً يجيب على سؤال أسرة موجعة بفقد "فاطمة" (إنا لله وإنا إليه راجعون). *** للسادة المسؤولين بالنساء والولادة:* مشهد من مستشفى النساء – مريضة تضغط على الجرس، تأتي الممرضة، تقول لها المريضة ممكن تغيري للطفل لأني تعبانة – ترد ملاك الرحمة – قومي انتي غيريله علشان تتعلمي – ترد الأم أنا بعرف عندي أولاد لكن تعبانة قوي، وترد الملاك وأنا كمان عندي شغل وتتركها دون أي مساعدة! ينفع؟؟* مسؤولية من انزلاق مريضة في الحمام بسبب "هوز" يسرب الماء ولولا لطف الله لكسر حوضها، هذا رغم طلب المريضة إصلاحه أكثر من مرة – راجعوا غرفة (325).* يقولون للمريضة يجب أن تنامي! كيف تنام وتروللي الطعام، والأدوية، والكشف عن الحرارة، والضغط يوقظ بعجلاته المزعجة النائمين في القبور! كيف تنام المريضة والممرضة على الكاونتر تنادي على زميلتها التي في آخر الممر وكأنها في سوق الشبرا! كيف ينام المرضى وأصوات الممرضات وخاصة جماعة (كيرالا) جايبه الوكرة، كيف يا سادة والموجوعون يرتجون الهدوء المستحيل؟* لم تلحظ الممرضة أن المريضة تسعل بشدة، ولم ينتبه الطبيب أيضا إلى خشونة سُعالها الذي أدى إلى فتح إحدى قطب الجرح، من المسؤول عن مضاعفات أي جرح؟* مريضة تحتاج إلى حبة مُسكنة بعد عملية كبيرة، ترجو الممرضة، الألم يشتد أريد حبة مسكنة – الممرضة ترد حاضر، وتذهب، مرة ثانية أرجوكي الحبة.. حاضر.. وتذهب، مرة ثالثة.. من فضلك أنا طلبت منك حبة.. أنا تعبانة.. سوري نسيت!! الأخت الممرضة نسيت شغلها!!* في السونار طبيبة تنهر مريضة (شيلي تيابك أنا حاشتغل إزاي" بدل أن تصرخ بالمريضة المتعبة، أليس أولى أن تساعدها؟* العاملات المكلفات بادخال وجبات المرضى للغرف لا تكاد تضع إحداهن الصينية للمريضة وتغيب دقائق حتى تعود لتطلب الصينية (ورايحة جاية دد يو فنش.. زن.. زن دون أدنى تقدير لأم ترضع طفلها، أو لمريضة متوجعة، أو ستتناول وجبتها بعد انقضاء وقت على الحبة التي أخذتها، أو ملهاش نفس دلوقتي) الغريب أنها يمكن أن تحمل الصينية دون أن تأكل المريضة منها شيئا لأنها (ملجوفة) ولازم تشيلها! ليه ملجوفة أنا ما عارفة!!* مسؤولية من حمام به حشرات صغيرة.. راجعوا الحمام القريب من الكافيتريا.* مسؤولية من طبق سلطة جميل وعلى طرف الصحن شعره بني آدمين.. راجعوا الإخوة الطباخين.* كانت المريضة تعاني من الإمساك الشديد، قبل خروجها من المستشفى تسلمت من الصيدلية (تحاميل شرجية)، مكتوب على الوصفة أنها تؤخذ (بالفم) الوصفة معي.* سأل زوج المريضة الطبيب كم لتراً نزفت زوجتي، سأل الطبيب الممرضة، راجعت الشاشة وعادت لتقول (مش مكتوب) سأل مرة أخرى كان دمها كام قبل العملية؟ نفس الجواب (مش مكتوب) حينكتب امته يا دكتور؟* في كل مكان في الدنيا فيه ناس اسمها (مراقبة الجودة) أين هم؟!* أطباء يقولون نظام السيستم الجديد عطلنا كنا ننتهي من المريضة في عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر الآن نحتاج في الحالة ساعتين حتى وإن كان الأمر طلب (إجازة مرضية)! المفروض أن يسهل السيستم الأحوال ولا يعقدها.. المفروض.* هل يعرف الأطباء طعم عذاب أم تحضن ملابس مولودها وتبكي لأنه بدل أن ينام بحضنها نام في قبر بعيد.